الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

كتاب الشريعة

الآجري - أبو بكر محمد بن الحسين الآجري

صفحة

جزء

180 - وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثنا معاوية بن صالح قال : حدثني أيوب أبو زيد الحمصي ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، [ ص: 515 ] عن أبيه أنه دخل على عبادة وهو مريض يرى فيه الموت ، فقال : يا أبت أوصني واجتهد . قال : اجلس ، فقال : " إنك لن تجد طعم الإيمان ، ولن تبلغ حقيقة الإيمان حتى تؤمن بالقدر خيره وشره . قلت : وكيف لي أن أعلم خيره وشره ؟ قال : تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، سمعت رسول الله يقول : " إن أول شيء [ ص: 516 ] خلق الله تعالى القلم فقال له : اجر ، فجرى تلك الساعة إلى يوم القيامة بما هو كائن فإن مت وأنت على غير ذلك دخلت النار " .

180 - وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَيُّوبُ أَبُو زَيْدٍ الْحِمْصِيُّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، [ ص: 515 ] عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُبَادَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ يَرَى فِيهِ الْمَوْتَ ، فَقَالَ : يَا أَبَتِ أَوْصِنِي وَاجْتَهِدْ . قَالَ : اجْلِسْ ، فَقَالَ : " إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ ، وَلَنْ تَبْلُغَ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ . قُلْتُ : وَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ ؟ قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، وَأَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : " إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ [ ص: 516 ] خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ فَقَالَ لَهُ : اجْرِ ، فَجَرَى تِلْكَ السَّاعَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَإِنْ مِتَّ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلْتَ النَّارَ " .