141 - باب ابتداء إسلام رضي الله عنه كيف كان ؟ عمر
1347 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن رزق الله الكلوذاني ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، قال : حدثنا أسامة بن زيد بن أسلم المدني ، قال : حدثني أبي ، عن جدي قال : رضي الله عنه : أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي ؟ عمر بن الخطاب قلنا : نعم ، قال : كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال : فبينا أنا في يوم شديد الحر في الهاجرة ، في بعض طرق قال لنا مكة ، إذ رآني رجل من قريش ، فقال : أين تذهب يا قال : فقلت : أريد هذا الرجل ، فقال لي [ ص: 1877 ] : عجبا لك يا ابن الخطاب ؟ قد دخل عليك هذا الأمر في منزلك وأنت تقول هكذا ، قال : فقلت له : وما ذاك ؟ قال : أختك ، فرجعت مغضبا ، حتى قرعت عليها الباب قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم بعض من أسلم ممن لا شيء له ضم الرجل والرجلين والرجال ممن ينفق عليه ، قال : وقد كان ضم رجلين من أصحابه إلى زوج أختي ، قال : فلما قرعت الباب ، قيل : من هذا ؟ قلت لهم : أنا ابن الخطاب ، قال : وقد كانوا جلوسا يقرؤون كتابا في أيديهم ، فلما سمعوا صوتي قاموا ، حتى اختفوا في مكان قال : وتركوا الكتاب على حاله ، قال : فلما فتحت لي أختي الباب قال : قلت : أي عدوة نفسها : أصبوت ؟ قال : فأرفع شيئا في يدي ، فأضرب به على رأسها ، فسال الدم ، قال : فبكت ، وقالت لي : يا عمر . ما كنت صانعا فاصنعه ، فإني قد أسلمت ، قال : فدخلت ، فجلست على السرير ، فإذا بصحيفة وسط البيت ، قال : فقلت لها : ما هذه الصحيفة هاهنا ؟ فقالت لي : يا ابن الخطاب دعها عنك ، فإنك لا تغتسل من الجنابة ، ولا تطهر ، وهذا لا يمسه إلا المطهرون ، قال : فما زلت بها ، حتى أعطتنيها ، قال : فنظرت فيها ، فإذا فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، فذعرت ، وألقيت الصحيفة من يدي ، قال : ثم رجعت إلى نفسي فقرأت في الصحيفة : ( ابن الخطاب سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) . . . قال : فكلما مررت باسم من أسماء الله تعالى ذعرت ، وألقيت الصحيفة من يدي قال : ثم رجعت إلى نفسي فأقرأ فيها حتى أبلغ : ( آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) قال [ ص: 1878 ] : فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، فخرج القوم مبادرين وكبروا استبشارا بذلك ، وقالوا : أبشر يا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الاثنين ، فقال : "اللهم أعز دينك بأحب هذين الرجلين إليك إما ابن الخطاب ، وإما عمر أبي جهل بن هشام " وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فقلت لهم : دلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أين هو ؟ فلما عرفوا الصدق دلوني عليه في المنزل الذي هو فيه .
قال : فجئت حتى قرعت الباب ، قال فقيل : من هذا ؟ فقلت أنا ، قال : وقد علموا شدتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يعلموا بإسلامي ، فما اجترأ أحد منهم أن يفتح الباب ، حتى قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "افتحوا له ، فإن يرد الله به خيرا يهده" ، قال : ففتح لي الباب قال : فأدخلني رجلان بعضدي ، حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أرسلاه" فأرسلاني ، قال : فجلست بين يديه ، قال : فأخذ بمجامع قميصي ، ثم قال لي : "أسلم يا عمر بن الخطاب اللهم اهده" ، قال : فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، قال : فكبر المسلمون تكبيرة سمعت في طرق ابن الخطاب ، مكة .
قال : وقد كانوا مستخفين قبل ذلك ، وكان الرجل إذا أسلم تعلق به أولئك الناس فيضربونه ، قال : فجئت إلى خالي فقرعت عليه الباب ، وهو في منزله قال : فقال : من هذا ؟ قال : فقلت : فخرج إلى ، قال : فقلت له : أعلمت أني قد أسلمت ؟ قال : أو فعلت ؟ فقلت : نعم ، قد كان ذلك فقال لي [ ص: 1879 ] : لا تفعل ، ودخل البيت وأجاف الباب دوني ؛ قال : فذهبت إلى رجل من كبراء عمر ، قريش ، فناديته ، فخرج إلى ، قال : فقلت له : أما علمت أني قد أسلمت ؟ قال : فقال : وفعلت ؟ ! قلت : نعم ، قد كان ذلك ، قال لا تفعل ، ودخل البيت وأجاف الباب دوني .
قال : فقلت في نفسي ما هذا بشيء ، أرى المسلمين يضربون وأنا لا أضرب ، ولا يقال لي شيء . قال فقال لي رجل أتحب أن يعلم إسلامك ؟ قال : قلت : نعم ، قال : فقال لي : إذا جلس الناس في الحجر ، فأت فلانا ، فقل له فيما بينك وبينه : أشعرت أني قد أسلمت ؟ فإنه قل ما يكتم السر .
قال : فجئت إليه ، وقد اجتمع الناس في الحجر ، فقلت له : فيما بيني وبينه أشعرت أني قد أسلمت ؟ قال : فقال لي : وفعلت ؟ فقلت له : نعم . قال : فنادى بأعلى صوته : إن قد صبأ . قال : فبادرني أولئك الناس ، فما زالوا يضربونني وأضربهم قال : فقال خالي : ما هذا ؟ قالوا : إن عمر بن الخطاب قد صبأ ، فقام على الحجر فنادى بصوته وأشار بكمه : ألا إني قد أجرت ابن أختي فلا يمسه أحد ، قال : فنكصوا عني ، قال : وكنت لا أشاء أرى أحدا من المسلمين يضرب إلا رأيته . قال : فقلت : ما هذا بشيء ، أرى الناس يضربون ولا أضرب ، ولا يصيبني شيء ، قال : فلما جلس الناس في الحجر جئت إلى خالي فقلت له أتسمع ؟ قال : أسمع ، فقلت له : جوارك عليك رد ، قال : لا تفعل ، قال : قلت [ ص: 1880 ] : جوارك عليك رد ، قال : كما شئت . قال : فما زلت أضرب وأضرب ، حتى أظهر الله عز وجل الإسلام . عمر [ ص: 1881 ]