112 - باب ذكر خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ونفعنا بمحبتهم . وعلي
قال رحمه الله : محمد بن الحسين
اعلموا رحمنا الله وإياكم أن خلافة ، أبي بكر ، وعمر ، وعثمان رضي الله عنهم بيانها في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبيان من قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبيان من قول التابعين لهم بإحسان ، ولا ينبغي لمسلم عقل عن الله عز وجل أن يشك في هذا . وعلي
فأما دليل القرآن فإن الله عز وجل قال : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا )
قال رحمه الله : محمد بن الحسين
فقد والله أنجز الله الكريم لهم ما وعدهم به ، جعلهم الخلفاء من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومكنهم في البلاد ، وفتحوا الفتوح ، وغنموا الأموال ، وسبوا ذراري الكفار ، وأسلم في خلافتهم خلق كثير ، وقاتلوا من ارتد عن الإسلام حتى أجلوهم ، ورجع بعضهم ، كذلك فعل رضي الله عنه فكان [ ص: 1703 ] سيفه فيهم سيف حق إلى أن تقوم الساعة ، وكذلك الخليفة الرابع وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، كان سيفه في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة ، فأعز الله الكريم دينه بخلافتهم ، وأذلوا الأعداء ، وظهر أمر الله ، ولو كره المشركون ، وسنوا للمسلمين السنن الشريفة ، وكانوا بركة على جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أهل السنة والجماعة . علي بن أبي طالب
وأما ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه روى قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : أمسك "الخلافة ثلاثون سنة" . سنتان ، أبو بكر عشرا ، وعمر ثنتا عشرة ، وعثمان ستا ، وكذا ولوها . وعلي
وكذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا . أبو بكرة
وقال صلى الله عليه وسلم : "الأئمة من قريش" .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ" .
وسنذكر السنن والآثار في ذلك :