[ ص: 325 ] وأخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، ببغداد، أخبرنا أبو الحسين بن يحيى بن عياش القطان، حدثنا حدثنا أبو الأشعث، حدثنا خالد بن [ ص: 326 ] الحارث، سعيد هو ابن أبي عروبة، عن قتادة، حدثنا غير واحد ممن لقي الوفد، وذكر أنه حدث، عن أبو نضرة أبي سعيد الخدري، عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسول الله، إنا حي من وفد ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر، وإنا لا نقدر عليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر ندعو إليه من وراءنا من قومنا، وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به، أو عملنا به، فقال: " آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وتصوموا رمضان، وتعطوا الخمس من المغنم، وأنهاكم عن أربع: عن الدباء، والحنتم، والمزفت، والنقير"، قالوا: يا رسول الله، وما علمك بالنقير قال: "جذع تنقرونه، ثم تلقون فيه من القطياء والتمر، ثم تصبون عليه الماء، حتى يغلي، فإذا سكن شربتموه حتى إن أحدكم ليضرب ابن عمه بالسيف" ، قال: وفي القوم رجل به ضربة كذلك، قال: كنت أخبؤها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ففيما نشرب يا رسول الله؟ قال: "اشربوا في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها" قالوا: يا رسول الله إن أرضنا كثيرة الجرذان لا تبقى بها أسقية الأدم، قال: "وإن أكلتها الجرذان، وإن أكلتها الجرذان" .
قال مرتين أو ثلاثا.
ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: " إن فيك خصلتين يحبهما الله عز وجل ورسوله: الحلم، والأناة " أخرجه أن مسلم في الصحيح من حديث ابن أبي عروبة.