[ ص: 236 ] باب تبوك ، وما ظهر في ذلك، وفي وضوئه من تلك العين حتى كثر ماؤها، وفيما قال إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت إتيانهم عين لمعاذ فكان كما قال من آثار النبوة
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن المهرجاني العدل، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، قال: حدثنا قال: حدثنا يحيى بن بكير، مالك، عن عن أبي الزبير المكي، أبي الطفيل عامر بن واثلة، أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام معاذ بن جبل تبوك " فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، قال: فأخر الصلاة يوما، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا، ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا، ثم قال: تبوك ، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي" . "إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين
قال: فجئنا وقد سبق إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل مسستما من مائها شيئا؟" قالا: نعم، فسبهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول، ثم غرفوا من العين قليلا قليلا، حتى اجتمع في شيء، ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير، فاستقى الناس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ماءها هنا قد ملئ جنانا" [ ص: 237 ] أخرجه أن مسلم في الصحيح من وجه آخر عن وروينا زيادة ماء تلك العين بمضمضته فيها عن مالك بن أنس، وقال: هي كذلك حتى الساعة. عروة بن الزبير،