[ ص: 129 ] أخبرنا أبو عبد الله، وأبو بكر القاضي، قال: حدثنا أبو العباس، قال: أنبأنا أحمد، قال: حدثنا يونس، عن قال: حدثنا ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال حنين حين رأى من الناس ما رأى: " يا يوم عباس اصرخ: يا معشر الأنصار، يا أصحاب السمرة"، فأجابوه: لبيك لبيك، فجعل الرجل منهم يذهب ليعطف بعيره فلا يقدر على ذلك، فيقذف درعه من عنقه، ويأخذ سيفه وقوسه ثم يؤم الصوت، حتى اجتمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مائة، فاستعرضوا الناس، فاقتتلوا، فكانت الدعوة أول ما كانت بالأنصار، ثم جعلت آخرا بالخزرج، وكانوا صبرا عند الحرب، وأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه فنظر إلى مجتلد القوم، فقال: "الآن حمي الوطيس" ، قال: فوالله ما رجعت راجعة الناس إلا والأسارى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتفون، فقتل الله ما قتل منهم، وانهزم من انهزم منهم، وأفاء الله على رسوله أموالهم، ونساءهم، وأبناءهم".