البحث الرابع : عن الموضوع له
قال الجويني والرازي وغيرهما : إن اللفظ موضوع للصورة الذهنية ، سواء كانت موجودة في الذهن والخارج ، أو في الذهن فقط .
وقيل : هو موضوع للوجود الخارجي ، وبه قال أبو إسحاق .
وقيل هو موضوع للأعم ، من الذهني والخارجي ، ورجحه الأصفهاني .
وقيل أن اللفظ في الأشخاص ، أي الأعلام الشخصية موضوع للوجود الخارجي ، ولا ينافي كونه للوجود الخارجي وجوب استحضار الصورة الذهنية ، فالصورة الذهنية : آلة لملاحظة الوجود الخارجي ، لا أنها هي الموضوع لها ، وأما فيما عدا الأعلام الشخصية ، فاللفظ موضوع لفرد غير معين ، وهو الفرد المنتشر فيما وضع لمفهوم كلي ، أفراده خارجية أو ذهنية ، فإن كانت خارجية ، فالموضوع له فرد ما من تلك الأفراد الخارجية ، وإن كانت ذهنية فالموضوع له فرد ما من الذهنية ، وإن كانت ذهنية وخارجية ، فالاعتبار بالخارجية .
[ ص: 76 ] وقد ألحق علم الجنس بالأعلام الشخصية من يفرق بينه وبين اسم الجنس فيجعل علم الجنس موضوعا للحقيقة المتحدة ، واسم الجنس لفرد منها غير معين . وفي اسم الجنس مذهبان :
أحدهما : أنه موضوع للماهية ، مع وحدة لا بعينها ، ويسمى فردا منتشرا ، وإلى هذا ذهب الزمخشري وابن الحاجب ورجحه السعد وابن الهمام .
والثاني : أنه موضوع للماهية ، من حيث هي ، ورجحه الشريف .
فالموضوع له على المذهب الأول هو الماهية بشرط شيء ، وعلى المذهب الثاني هو الماهية لا بشرط شيء .