فى الوقت الذى يتعرض فيه الإسلام لهجمة شرسة داخل أرضه وخارجها تلصق به تهم الإرهاب والتخلف والهمجية، وتتوجه فيها سهام الأعداء - فى المقام الأول - إلى المرأة المسلمة، وحجابها الذى هو عنوان شخصيتها ومعيار التزامها بأوامر الله تعالى.
تأتى نماذج وشهادات المهتديات إلى الإسلام من شرق العالم وغربه، والتى تقدمها الكاتبة الصحفية الأستاذة وفاء سعداوى في كتابها ( وهكذا أسلمن .. مهتديات من الشرق و الغرب )، لتؤكد أن الإسلام هو دين الفطرة السوية، القادرة على تخطى كل أسوار الحصار، وأنه الدين الذى يزداد أتباعه طواعية، وباستمرار؛ لأنه يستجيب لنوازع العقل والوجدان والجسم معًا.
كما تكشف هذه الشهادات زيف المستشرقين وسموم الإعلام، ومؤسسات التثقيف الغربية، فقد تمسكت صاحباتها بالحجاب الذى ترفضه بعض نسائنا، وهربن من الاختلاط الذى تنادى به بعض فتياتنا مجاراة للموضة بعد أن عانين ويلاته فى مجتمعاتهم.
لكنها لا تعفى المسلمين من تحمل التبعة، والتقصير فى تقديم الإسلام الصحيح فى صورته الحضارية إلى الغرب، ومن ثم تقديم المبررات للمستشرقين فى محاولات تزييف الحقائق، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
الإسلام وكرامة المرأة
مونيكا اليابانية نشأت فى جو علمى عقلانى، ونعمت بدفء الأسرة والنجاح فى الدراسة والعمل، كما توفرت لها كل وسائل الحياة الناعمة، وكانت تدين بالبوذية، لكنها برغم ذلك كانت تعيش اضطرابًا نفسيًا، وفراغًا قاتلاً حتى شاء الله أن تنتدب للعمل كمترجمة للوفود اليابانية فى إحدى شركات السياحة العربية، فكانت فرصتها للتعرف على الإسلام، ثم التعمق فى دراسته لتزيل الصورة الغامضة عن الإسلام فى ذهنها، وبمرور الوقت توثقت صلتها بالقرآن والإسلام، ووجدت فيه الأجوبة الشافية عن تساؤلاتها الفلسفية عن الكون والحياة، وأعجبتها مكانة المرأة وكرامتها المصونة، وتحرير عقلها ووجدانها فى ظله، فقررت أن تكون مسلمة، وجاءت إلى مصر، فأشهرت إسلامها فى الأزهر الشريف، وتزوجت مسلمًا مصريًا.
مسلمة منذ الطفولة
أما سمر فهى مسيحية مصرية أحبت الإسلام منذ الطفولة، وتعلقت بالصلاة والقرآن، وبدأت تقرؤه فى الصف الثانى الإعدادى، وتبكى لتأثرها به، وظلت تقاوم ضغوط أهلها عليها، ورغبتهم فى إدخالها الدير مدى الحياة، ونجحت فى الصمود وأشهرت إسلامها، فتغير كل شيء فى حياتها، وأصبحت تلتزم بالإسلام فى كل شيء، وأعجبها نظام الزواج فى الإسلام الذى يحقق مصلحة الطرفين، ويمنع الخيانة الزوجية بإباحة الطلاق والتعدد، ويحفظ للزوجة حقوقها وكرامتها بالحجاب، وكان زادها فى رحلتها على طريق الإسلام طلب العلم والصحبة الطيبة والتزود من القرآن.
الحرية الزائفة فى الغرب
أما إيزابيل (إيمان رمضان) السويسرية المسيحية: فقد هبت عليها نسائم الإيمان فى شهر رمضان، بعد أن تشبعت بمعرفة الله ورسوله، وبعض مبادئ الإسلام، فصححت الصورة الذهنية المشوهة لديها عن الإسلام والمسلمين، ووجدت فى الإسلام حياة أخرى تقوم على عقيدة التوحيد، التى أورثتها راحة نفسية هائلة فى الصلة المباشرة بين العبد وربه بعيدًا عن النظم الكهنوتية.
وتعمق لديها الإحساس بالإيمان فى شهر رمضان عندما جربت الصيام، والصلاة، وارتدت الحجاب لأول مرة، واستعانت بالعلم والصحبة الصالحة على تغيير الصورة المشوهة التى تبثها وسائل الإعلام الغربى عن الإسلام والمسلمين، وبرغم ما يدعيه الغرب من الحرية، فإن موقفهم من إسلامها، وحجابها أكد زيف هذه الحرية التى تقول إنك حر فيما تفكر فقط، لكن لا تفعل إلا ما يرضى به الجميع أو المجتمع ككل.
الكسندرا براون (كريمة) المسيحية الألمانية، أسلمت وعمرها (12 عامًا)؛ لأنها كانت فى فترة طفولتها دائمة البحث عن الدين الصحيح، وكانت قراءاتها الكثيرة هى بوابتها لمعرفة العالم الإسلامى، والتأثر بالعبادات والمعتقدات الإسلامية.
وبالفعل قررت الدخول فى الإسلام فى ليلة الكريسماس، ونجحت فى هداية جدتها للإسلام بعد أن أشرق به قلبها قبل أن تشهره فى المركز الإسلامى فى لندن، وقد استقر بها المقام فى مصر مع زوجها وأسرتها الصغيرة، حرصًا منها على تنشئة أولادها فى بيئة إسلامية صالحة.
سلاحها الصبر
أما مونتسدات وفيرا (زينب) فقد شبت فى عائلة مسيحية أسبانية بنظرة مشوهة عن الإسلام والمسلمين، لكن اطلاعها على العهد القديم والعهد الجديد، وحجم التناقض بينهما جعلها تقع فى حيرة كبيرة ساعدتها قراءتها عن الإسلام، وفى القرآن الكريم على التغلب عليها؛ إذ وجدت فى الإسلام حلولاً كثيرة للمسائل العقيدية والتشريعية المعقدة، فقررت أن تصبح مسلمة لكنها واجهت مشاكل كثيرة مع الأهل تتعلق بالطهارة والأكل والمحرمات، وبمرور الوقت بدأوا يعتادون العادات الإسلامية الجديدة، وكان سلاحها فى دنيا الإسلام هو الصبر، أملاً فى سعادة الدنيا والآخرة، والتحول إلى دعوة غير المسلمات إلى الإسلام لتحصينهن من فساد المجتمع الغربى وانحلاله.
وهذه ليلى عز الدين الهولندية المسيحية أحبت الإسلام عن طريق علاقتها بالمسلمين والمسلمات فى هولندا، والذين قدموا لها نموذجًا طيبًا عن الإسلام، وفقه العلاقات الزوجية، واحترام الإسلام للمرأة وكيانها الأسرى.
فتزوجت شابًا مسلمًا قبل أن تشهر إسلامها فى مصر، وساعتها استعادت طمأنينتها المفقودة، وبدأت تواظب على أداء العبادات الإسلامية، وبعد عودتها وأسرتها الصغيرة إلى هولندا انخرطت فى العمل الإسلامى فى المركز الإسلامى، وما لبثت أن استقرت فى مصر لتنشئة أبنائها تنشئة إسلامية بعيدًا عن فتن المجتمع الأوروبى، لكنها تطرح تساؤلات حول وضع الحجاب والعبادات، والمعاملات غير الإسلامية فى المجتمع المسلم .
وماريان بول المسيحية الأمريكية نشأت فى أسرة مسيحية كاثوليكية متمسكة جدًا بالمسيحية، لكنها احتكت بالطلاب العرب فى الجامعة، ووجدت ارتياحًا لشخصياتهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم، بعكس ما تبثه وسائل الإعلام، فبدأت تقرأ عن الإسلام، وترجمة القرآن، فعرفت حقيقة الإسلام وتاريخه، وبهرتها مكانة المرأة فى الإسلام، وتمتعها بحقوقها فى رحاب الإسلام منذ أكثر من 1400 سنة، بينما المرأة الغربية لم تحظ بجزء من مكانتها إلا منذ مئات السنين.
كما أعجبها نظام العلاقة الزوجية، وتكامل أدوار أفراد الأسرة، وهو ما لم يحدث مع كثير من الأزواج والزوجات الأمريكيين.
سكن وطمأنينة
كنت أعيش فى ضلال، لا أعرف لماذا أحيا؟ وماذا بعد الموت؟ أعيش فى اكتئاب دائم وقلق مستمر، لكن الآن سكن وطمأنينة، وحب لهذا الدين الذى جاء به نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين.
هذه بعض كلمات الفرنسية المهتدية سيلفى فوزى التى تعى القضية الإسلامية، وتهتم كثيرًا بأمور المسلمين وهمومهم، ورغم المكانة العلمية التى حققتها (إعداد الدكتوراه فى الهندسة الكيميائية ) والرفاهية المادية التى تعيشها، فقد كانت دائمة قلقة حزينة غير منسجمة مع ما حولها، وغير متقبلة لما يدور من مناقشات فى اليهودية والمسيحية عن تشويه الإسلام والمسلمين.
وعن طريق زوج شقيقتها العربى المسلم بدأت تقرأ عن الإسلام، وتقبل عليه، فانشرح صدرها، ووجدت فيه إجابات شافية لكل الأسئلة التى كانت تساورها عن الحياة والموت.
ووجدت كيانها وكرامتها فى الإطار الإسلامى، بينما هى خارج هذا الإطار سلعة رخيصة تباع وتشترى بلا أى حقوق.