ما الذي يدعو الغرب إلى الاهتمام المكثف بقضايا المرأة العربية ؟ ولماذا تحرص الأمم المتحدة على وضع الأسرة المسلمة على رأس قائمة أولوياتها؟ وهل ما تطرحه وثائق مؤتمرات المرأة من قضايا هو انعكاس لأولويات المرأة المسلمة بالفعل؟
ليس سرا
وعن خطورة وضع المرأة في الأجندة الغربية يقول الدكتور عبد الصبور شاهين - المفكر الإسلامي - إن العداء الذي يواجهه الإسلام بكل الطرق، وفى كل مكان عسكريا، وثقافيا أمر واضح للعيان، خاصة في قضايا المرأة، فوضع المرأة والأسرة المسلمة مستهدف بالخطاب الغربي منذ أكثر من مائة سنة، أحيانا تهدأ المواجهة أو يتغير الميدان، أو الوسيلة، ولكن تظل الحرب مستعرة.
ويفسر الدكتور عبد الصبور شاهين هذا العداء بأهمية وضع المرأة وقيمتها بصفتها أساس استقرار المجتمع المسلم، لذلك تأتى على رأس أولويات الأجندة الغربية لدورها في صنع الحضارة الإسلامية، ومن هنا أنشأت الإدارة الأمريكية مراكز أبحاث، وتبنت دراسات لتقييم المجتمعات الإسلامية، وبناء على ذلك تقرر سياستها وشكل السيطرة، وبما أن ثقافة وأفكار المجتمعات الإسلامية تحول دون ذلك، فيجب إعدادها حتى تقبل تلك السيطرة ناسية أو متجاهلة أن المنظومة الثقافية والاجتماعية التي تريد فرضها على المجتمعات العربية بدعوى التطور جاءت نتيجة طبيعية ومنطقية لظروفها التاريخية، ولا يمكن فرضها على مجتمعات ذات تاريخ مختلف.
ولهذا يجب أن يحدونا التفاؤل، فالقيم الأصيلة هي التي تربح، وخاصة التي تستمد قوتها من الله سبحانه وتعالى.
خيانة غير مبررة
ترى الداعية كريمة قمر - بالجمعية الشرعية - أن ما تعانى منه المرأة المسلمة أكبر بكثير من اللاءات الثلاث "لا للحرمان من التعليم، لا لختان الإناث، لا للزواج المبكر"، فهناك الابتذال والعرى من أجل ترويج السلع من قطعة الحلوى حتى السيارات، ناهيك عما يقدمه الفيديو كليب، أليس ذلك إهدارًا وإهانة لكرامة المرأة؟!
وتؤكد الأستاذة كريمة على أنه من الخيانة للأمة المسلمة ألا نهتم بما تتعرض له المرأة في فلسطين، والعراق، والشيشان، والهند، وأفريقيا، وما تعانيه من أسر الأزواج، وقتل الأولاد، وسجن الآباء، ويزيد من معاناتها التفتيش على الحدود، وفى المنازل ليلا ونهارا.
لذلك ترى الداعية كريمة قمر أنه يجب علينا ترتيب أولوياتنا، والتركيز على القضايا الكبرى، والمصيرية، فننشغل بها عما سواها، كما تحذر من تنحية الدين عند مناقشة قضايانا، فبالإضافة لوجود الحل فيه هو ضمان لعلاج فعال دون مشاكل جانبية، كما ترى السيدة كريمة أن المرأة المسلمة عليها عبء كبير في صد الحملات الموجهة إليها، فقد منحها الله مقومات كبيرة، مما يبشر بنجاحها في هذه المقاومة الحضارية.
مشكلات حلها الإسلام
رغم الجوانب التشريعية في قضايا المرأة يرى دكتور رأفت عثمان - عضو مجمع البحوث الإسلامية والمجمع الفقهي الإسلامي بأمريكا - أننا لسنا في حاجة إلى تشريعات وقوانين جديدة لتعديل أو إصلاح أحوال المرأة، كما أنه لا يمكن فصل قضايا المجتمع، والرجل بوجه خاصة عن قضايا المرأة التشريعية.
ويؤكد دكتور رأفت أن ما تعانيه المرأة ليس عن نقص تشريعي أو عدم وضوح في الحقوق والواجبات، فوضع قضية المرأة في إطارها الإسلامي كفيل بحلها جذريا.
ويوضح دكتور رأفت أن التشريع الإسلامي ليس فيه أي تمييز ضد المرأة بنص حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "النساء شقائق الرجال" .
وعن حقها في التعليم، جعله الإسلام واجبا بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة".
وأما حقها في الزواج، فلا يتم إلا بموافقتها، كما أن العقد متوقف على إجازتها، كما أن للمرأة ذمتها المالية المستقلة تبيع، وتشترى، وتقايض، وتقرض، وتقترض، تهب، وتوصى، تصرفاتها نافذة بإرادتها الذاتية لا تتوقف على رضا أب أو زوج.
ويرى الدكتور رأفت عثمان أن كل قضايا المرأة يجب أن تطرح بخلفية شرعية، وهوية إسلامية حتى لا تتصادم وفطرة المجتمعات الإسلامية.
- الكاتب:
منى سيف الإسلام - التصنيف:
تحرير .. أم تغرير