تستمر معاناة المسلمين في قبرص منذ (50) عاما وحتى الآن .
وقضية المسلمين في قبرص بدأت بعد الحرب العالمية الثانية حيث يسكن في الجزيرة القريبة من شواطئ جنوب تركيا وسوريا أغلبية يونانية وأقلية تركية مسلمة ، وسكانها 754 ألف نسمة ، ونسبة السكان 78 % يونان و 18 % أتراك مسلمون ومساحتها 3.600 ميل مربع ، واقتصادها يقوم على الزراعة والسياحة .
والمشكلة أساسها رغبة اليونانيين في الجزيرة في الانضمام إلى اليونان ، رغم قربها من تركيا وبعدها عن اليونان ، وقد بدأت أعمال العنف ضد المسلمين عامي 1955م و 1956م ، وكانت تحت الاستعمار البريطاني ، واتفقت بريطانيا وتركيا واليونان على خطة لمنح الاستقلال للجزيرة وإقامة حكم فيه ضمانات للاقلية التركية وتقسيم الوظائف بينهم ، وإن كل طائفة تتولى الشؤون الدينية والتعليمية الخاصة بها .
وانتخب الأسقف الأرثوذكسي مكاريوس المتعصب رئيسا للدولة التي أعلن استقلالها في 16 أغسطس 1960م ، وكان هو زعيم التطرف اليوناني والدعوة لانضمام الجزيرة إلى اليونان .
وتجددت الاعتداءات على المسلمين ، فأرسلت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام منذ عام 1964م، تتجدد إقامتها حتى الآن .
ووقع انقلاب عسكري في اليونان في 15 يوليو 1974م ، كان من أهدافه ضم جزيرة قبرص إلى اليونان ، وعندما وجدت تركيا أن حياة المسلمين الأتراك في الجزيرة مهددة أرسلت قواتها واحتلت 40 % من شمال الجزيرة في 20 يوليو 1974م .
وصوت القبارصة الأتراك بالإجماع في 8 يونيو 1975م على إقامة دولة منفصلة خاصة بهم ، وانتخبوا رئيسا وبرلمانا من مناطقهم ، وانتقل إليها الأتراك في المناطق اليونانية وأعلنت جمهورية شمال قبرص استقلالها في 15 نوفمبر 1983م ، ولم تعترف بها سوى تركيا ، التي تقدم لها دعما كاملا في جميع المجالات ، ولها علاقات تجارية مع عدة دول ومساحتها 1.295 ميل مربع ، والسكان 134.000 نسمة ، و 99 % منهم قبارصة أتراك ، والعاصمة ليفيكوشا
وقد أجرت جريدة ( ديلي نيوز ) التركية حديثا مع زعماء الطرفين المتصارعين في قبرص ، حيث قال رئيس جمهورية قبرص جلافكوي كلاريديس اليوناني القبرصي:
لقد قبلنا نظام فيدرالي ، وهذا يعني إقامة 3 أو 4 برلمانات ، وقوتين للشرطة وإدارات حكومية للطرفين وإدارة فيدرالية في الطرفين ، وندع الاتراك يأخذون مساحة في الشمال يديرونها بأنفسهم ونحقق السلام .
وأضاف: إن محاولة حكومته الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يعطي ضمانا للقبارصة اليونانيين بأن تركيا لن تحتل كل الجزيرة ، وأن مجلس الأمن ، بقرار منه ، طلب من جميع أعضاء الأمم المتحدة عدم الاعتراف بدولة قبرص التركية.
وبالنسبة للنظام الكونفيدرالي قال: إن الاتحادالأوروبي لا يقبل انضمام دولة ذات نظام كونفيدالي.
أما زعيم القبارصة الأتراك المسلمين رؤوف دنكتاش فقال:
إن الأتراك المسلمين يخشون من أن انضمام قبرص للاتحاد الأوروبي معناه الاتحاد مع اليونان ، وأكد أن القبارصة الاتراك يطالبون بدولة منفصلة تماما عن قبرص اليونانية ، ولا يمكن أن يقبلوا العيش تحت سيطرة اليونانيين كأقلية ، وإن تركيا لن تقبل بتآكل حقوقها في قبرص أو تغيير ميزان القوى في المنطقة . وإن اليونان لم تحترم التزاماتها بموجب اتفاقية إقامة جمهورية قبرص ، وإن الجانب اليوناني تفاوض مع الاتراك لمدة (11) سنة لإقامة نظام فيدرالي ، وهو في الحقيقة يخفي الخداع وإضاعة الوقت ، وإن اليونانيين يريدون نظام حكم يسمح لهم بأن يقولوا للعالم عندما يهاجمون الاتراك مرة أخرى (إن هذه قضية داخلية).