وفاة الشاعر الكبير عمر بهاء الدين الأميري 22 شوال 1412هـ
شاعر إسلامي، وكاتب قدير، ورائد من رواد الجيل الإسلامي المعاصر، ورمز للثقافة العربية الإسلامية الأصيلة، وخبير في شؤون الثقافة والحضارة الإنسانية.
شاعر يمتاز بعذوبة اللفظ وغزارة المعاني وجمال العبارة، امتاز شعره بالجرأة والصراحة، واهتم بقضايا أمّته ومشكلاتها، وكان يرى أن الإسلام وحده طريق الخلاص بعد سقوط كل الشعارات والأيديولوجيات والوجوه المستعارة.
كان الأميري كثير الأسفار، محاضرا في الجامعات، مشاركا في الندوات والمؤتمرات، وكتب في كثير من المجلات والجرائد العربية، وكان له العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية والمقابلات والحوارات ودرس في عدد من الجامعات، وناقش العديد من الرسائل الجامعية في الدراسات العليا وخاصة في موضوع الحضارة الإسلامية عندما كان أستاذا لكرسي الدراسات الإسلامية والتيارات المعاصرة في دار الحديث الحسنية بالرباط في المغرب.
اسمه و نشأته:
هو عمر صدقي بن محمد بهاء الدين بن عمر صدقي بن هاشم آغا ، وقد غير اسمه بعد وفاة والده إلى عمر بهاء الدين الأميري ليحمل اسم أبيه وجده، كما عرف أحياناً باسم عمر بهاء الأميري.
ولد في حلب الشهباء بسوريا عام 2 مايو عام 1916م، الموافق 29 حمادى الآخرة 1334 هـ.
والده هو محمد بهاء الدين الأميري، نائب حلب في "مجلس المبعوثان العثماني"، وأمه هي "سامية الجندلية" ابنة "حسن رضا" رئيس محكمة الاستئناف في حلب.
درس في المدرسة الفاروقية بحلب حتى الصف العاشر، ثم انتقل إلى مدرسة التجهيز الأولى حيث حصل على الشهادة الثانوية (البكالوريا) في الآداب والعلوم ثم في الفلسفة.
توجه بعد البكالوريا إلى باريس حيث حصل من جامعة السوربون على شهادتين في الآداب وفقه اللغة، وعاد بسبب وفاة والده دون أن يتمكن من إكمال دراسته في باريس بسبب الحرب العالمية الثانية، فأكمل دراسته في الحقوق في (معهد الحقوق العربي بدمشق) ونال شهادته النهائية بتفوق عام 1359هـ (1940م).
حياته العملية:
- عمل في التعليم فتولى إدارة المعهد العربي الإسلامي بدمشق.
- مارس المحاماة في حلب، وشارك في مؤتمرات اتحاد المحامين العرب.
- عمل في السلك الدبلوماسي فمثل سورية وزيراً وسفيراً في باكستان والسعودية، ثم سفيراً في وزارة الخارجية السورية.
- شارك في الدفاع عن مدينة القدس مع جيش الإنقاذ خلال حرب فلسطين عام 1369هـ الموافق 1948م.
- من مؤسسي جمعية دار الأرقم الإسلامية في حلب.
- كان عضواً في المجمع العلمي العراقي، وعضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن.
- دعي في عام 1386هـ أستاذاً لكرسي الإسلام والتيارات المعاصرة في دار الحديث الحسنية بالرباط (الدراسات العليا للدبلوم والدكتوراه بجامعة القرويين) واستمر في هذا العمل مدة خمسة عشر عاماً.
كما درس الحضارة الإسلامية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، وعلم الاجتماع الإسلامي بجامعة قطر.
- دعي أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعات: الرياض، والإمام محمد بن مسعود، والملك فيصل، والملك عبد العزيز في السعودية، وجامعات: الأزهر، والجزائر، والكويت، وصنعاء، والجامعة الأردنية في عمان، وجامعات الإمارات العربية، وعدد من الجامعات الإسلامية في باكستان، وتركيا، وإندونيسيا.
- كان يتكلم بالإضافة إلى العربية اللغات: التركية والأردية والفرنسية.
نماذج من شعره:
من قصيدة (مع الله )
مع الله في سبحات الفكر مع الله في لمحات البصر
مع الله في مطمئن الكرى مع الله عند امتداد السهر
مع الله و القلب في نشوة مع الله و النفس تشكو الضجر
مع الله في أمسي المنقضي مع الله في غدي المنتظر
مع الله في عنفوان الصبا مع الله في الضعف عند الكبر
مع الله قبل حياتي وفيها وما بعدها عند سكني الحفر
مع الله في الجد من أمرنا مع الله في جلسات السمر
مع الله في حب أهل التقى مع الله في كره من قد فجر
ويقول فيها
مع الله فى لآلآت النجوم وحبك الغيوم وضوء القمر
مع الله عند هزيم الرعود ولمع البروق ودفق المطر
مع الله فى الفلك المستطير وفى الشمس تجرى الى مستقر
مع الله في الأرض في سهلها وأودائها والرواسي الكبر
مع الله سامع صوت الدبيب من النمل أين وأيان مر
مع الله والنحل يحسو الرحيق ويحمى جناه بوخز الإبر
مع الله فى وحى قرآنه مع الله فى آيه والسور
مع الله فى قصص الأولين وفى قصص الأولين العبر
و يقول في خماسية "دعاء":
أدعوكَ يا ربّ، من روحيْ ووجدانـي
أدعوكَ مـن قلبِ آلاميْ وأشجانـي
أدعوكَ مـن غور إسلاميْ وإيمـاني
أدعـوكَ يـا ذا المَــــــــــنِّ والـشّـانِ
مُستعِجلاً كشفَ ضرٍّ مسَّ "إخوانـي
مؤلفاته:
ترك الأميري عددا كبيراً من الدواوين الشعرية ، نذكر منها :
1 ـ مع الله ـ ـ ط 1 ـ مطبعة الأصيل ـ حلب 1379 هـ 1959م
2 ـ ألوان طيف ـ المكتب الإسلامي ـ بيروت 1966م ( 482 ص ) .
3 ـ الهزيمة والفجر ـ ط 1ـ دار البيان ـ الكويت 1388هـ 1968م ـ 32 ص.
4 ـ ملحمة الجهاد ـ ط 1 دار البيان ـ الكويت ـ 1388هـ 1986م ـ 76ص.
5 ـ الأقصى وفتح والقمة في ذكرى الإسراء والمعراج ـ الدار البيضاء 1390هـ/1970م.
6 ـ أشواق وإشراق ـ دار القرآن الكريم ـ بيروت 1939هـ 1973م ـ 63 ص.
7 ـ ألوان من وحي المهرجان ـ وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية ـ المغرب ـ 1957م ـ 16 ص.
8 ـ ملحمة النصر ـ دار القرآن الكريم ـ بيروت 1394هـ ـ 75ص.
9 ـ أمي ـ دار الفتح ـ بيروت 1398هـ 1978م ـ 318 ص.
10 ـ أب ـ دار القرآن الكريم بيروت، 1394 هـ ـ
11 ـ صفحات ونفحات ـ مؤسسة الزمن للعلاقات والنشر والترجمة ـ عمان 1405هـ ـ 1985م ـ 127 ص.
12 ـ أذان القرآن ـ مؤسسة الأمة للعلاقات والنشر والترجمة ـ عمان 1405هـ ـ 1985م. 190 ص.
13 ـ لقاءان في طنجة ـ تاريخ وفكر وشعر ـ الدار البيضاء 1986م.
14 ـ نجاوى محمدية ـ دار القبلة ـ جدة 1407هـ ـ 1987م ـ 241ص.
15 ـ حجارة من سجيل ـ شعر وفكر وسياسة ـ إلى أبطال الانتفاضة الجهادية في فلسطين ـ ط 1 دار الثقافة ـ الدوحة ـ قطر ـ ط 1 ـ 1409هـ ـ 1989م ـ 160 ص.
16 ـ الزحف المقدس - ط 1 دار الضياء ـ عمان 1409هـ/1989 م 166 ص.
17 ـ قلب ورب ــ دار القلم ـ دمشق ـ الدار الشامية ـ بيروت 1410هـ/1990م.
18 ـ إشراق ـ ـ ط 1 دار القلم ـ الكويت ـ رمضان 1410هـ ـ 1990م ـ 284 ص.
19 ـ رياحين الجنة ـ شعر في الطفولة والأطفال ـ رابطة الأدب الإسلامي ـ ط 2 ـ 1418هـ ـ 1997م.
20 ـ من وحي فلسطين ـ "شعر وفكر" صدرت طبعته الأولى عن دار الفتح في بيروت عام 1391هـ 1971م.
وصدرت له الكتب التالية:
- الإسلام في المعترك الحضاري، نشر ببيروت ، دار الفتح للطباعة والنشر، 1968.
- المجتمع الإسلامي والتيارات المعاصرة صدرت طبعته الأولى عن دار الفتح في بيروت عام 1388هـ 1968م.
- أم الكتاب ، صدرت طبعته الأولى دار القرآن الكريم عام 1392هـ ( 120 ص ) .
- عروبة وإسلام، صدر عن دار القرآن الكريم بيروت عام 1393هـ.
- وسطية الإسلام وأمته في ضوء الفقه الحضاري، صدرت طبعته الأولى عن دار الثقافة في قطر عام 1406هـ ، 1986م
- الإسلام وأزمة الحضارة الإنسانية المعاصرة في ضوء الفقه الحضاري ، صدرت طبعته الأولى عن مؤسسة الشرق في قطر عام 1983م .
جدير بالذكر أنه صدر عن الشاعر دراسة بعنوان " عمر بهاء الدين الأميري شاعر الأبوة الحانية والبنوة البارة والفن الأصيل " تأليف الدكتور محمد علي الهاشمي، صدرت عن دار البشائر الإسلامية في بيروت عام 1406هـ ، 1986م.
كما صدر للباحث خالد سعود الحليبي رسالته للدكتوراة بعنوان " عمر الأميري شاعر الإنسانية المؤمنة " طبعت عام 2006 م ، 1427 هـ
وفاته
وهنت صحته في الفترة الأخيرة من حياته وهو بالمغرب، وأدخل مصحة "الرياض" في رباط الفتح في المغرب، ثم نقل بمكرمة ملكية للملك فهد إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض حيث وافته المنية يوم 22 شوال 1412 هـ، الموافق 25 أبريل 1992 م، ونُقِل إلى المدينة المنورة حيث دفن في البقيع، عن عمر ناهز 76 عاماً، رحمه الله وغفر له وأكرم نزله.