- الحالة النفسية السيئة والتوتر يؤدي إلى انخفاض مناعة الجسم، ومن ثم إلى السرطان
- الاعتدال، قواعد النظافة الشخصية، القيم الخلقية، التوازن النفسي .. معالم ينفرد بها الإسلام ويقاوم بها المنتمون إليه أخبث الأمراض.
...........................
هناك العديد من الأمراض التي انتشرت نتيجة مخالفة قوانين السماء وتعاليم الإسلام، ومنها الإيدز، ومرض الحمى القلاعية، وجنون البقر في الحيوانات، والسبب هو مخالفة الشريعة في طعام الحيوانات، فهل مرض السرطان يأتي أيضا نتيجة لمخالفة تعاليم الإسلام؟
نتعرف على الإجابة من خلال هذا البحث الذي شارك في إعداده الطبيبان المصريان المقيمان في أمريكا د. أحمد القاضي، ود. محمد أشرف اللذان يقولان في بحثهما:
تدل الإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة الإصابة بالسرطان في تزايد بالرغم من التقدم العلمي على مستوى العلوم الطبية.
ومخالفة التعاليم الإسلامية ربما تؤدي بطريق مباشر أو غير مباشر إلى زيادة نسبة الإصابة بالأمراض، وبينما يمكن تقبل هذا الافتراض في حالة الأمراض التناسلية أو الأمراض المعدية، التي لها علاقة بظروف اجتماعية أو بحالة النظافة العامة، فإنه يصعب تصور وجود علاقة بين مرض بدني مادي محض مثل السرطان، وبين القيم الإسلامية التي تغلب عليها الطبيعة الخلقية أو الاجتماعية.
ولكن هذه الدراسة أثبتت أن نسبة الإصابة بأنواع متعددة من السرطان تزداد عند الأشخاص الذين يخالفون أحد أو بعض التعاليم الإسلامية، وظهر أن هذا الوضع يكاد ينطبق علي إصابات السرطان لجميع أعضاء أو أجهزة الجسم البشري.
وظهر أن عوامل الخطر التي تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالسرطان يمكن تصنيفها في مجموعات أربع:
المجموعة الأولى: تتعلق بما يتزود به الإنسان من طعام وشراب ونفس.
والمجموعة الثانية: تتعلق بقواعد النظافة الشخصية.
والمجموعة الثالثة: تتعلق بالقيم الاجتماعية والخلقية.
والمجموعة الرابعة: تتعلق بالحالة النفسية وما يطرأ عليها باتباع التعاليم الإسلامية.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر نذكر عددًا من التعاليم الإسلامية وما يتعلق بها من عوامل خطر تؤدي إلى زيادة الإصابة بالسرطان في كل مجموعة من المجموعات الأربع.
الإفراط في الطعام والسرطان
في المجموعة الأولى يشير الباحثان إلى التعاليم الإسلامية التي تنهي عن الإسراف في تناول الطعام والشراب، والتعاليم التي تنهى عن تعاطي الكحول وغيره من المواد المسكرة، والتعاليم التي تنهى عن تعاطي كل ما هو ضار.
ولقد أثبتت التجارب العلمية على الحيوانات أن الإفراط في تناول الطعام يزيد من نسبة الإصابة بالسرطان، وأمكن تخفيض نسبة الإصابة بالسرطان في الفئران بالتقليل من غذائها، وكادت نسبة سرطان الثدي أن تتلاشى حينما انخفضت كمية السعرات الحرارية المعطاة بنسبة الثلث.
وفي الإنسان ثبت أن سرطان الثدي، وسرطان الرحم الداخلي يزداد عند المصابين بزيادة الوزن، وكذلك ثبت أن نسبة الإصابة بالسرطان تزداد عند من يتعاطون الكحول سواء بمفرده أو بالإضافة إلى التدخين، وتعاطي الكحول يساعد علي زيادة نسبة الإصابة بسرطان الفم والحلق والحنجرة والمريء.
وبالنسبة لتعاطي المواد الضارة فقد ثبتت حاليا الآثار الضارة للتدخين، وبالتالي يمكن تطبيق قاعدة النهي عليه، ومن الثابت علميا أن التدخين يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرئة والفم والحلق والحنجرة والمريء والمثانة والبنكرياس.
وبالنسبة للمجموعة الثانية من عوامل الخطر التي تتعلق بقواعد النظافة الشخصية يشيران إلى التعاليم الإسلامية المتعلقة بنظافة الفم ونظافة الشرج ونظافة الفرج، ولقد ثبت علميا أن مخالفة قواعد الفم تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الفم والحلق، وأن مخالفة قواعد نظافة الشرج تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الشرج، وكذلك مخالفة تعاليم الختان للذكر، تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الذكر، وربما كذلك إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم عند من تعاشر الرجل الغير مختتن.
وبالنسبة للمجموعة الثالثة من عوامل الخطر، والتي تتعلق بالقيم الاجتماعية أو الخلقية، فيؤكد الباحثان أن التعاليم الإسلامية التي تشجع الزواج المبكر والتوالد، والتعاليم التي تنهي عن العلاقات الجنسية غير الشرعية قبل الزواج أو خلاله، والتعاليم التي تحض علي ستر العورة مع الاختلاف في حدودها بين الرجال والنساء، والتعاليم التي تنهي عن علاقات الشذوذ الجنسي من لواط أو سحاق يعتبر اتباعها وقاية من بعض أنواع السرطان.
ولقد ثبت علميا أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي أو الرحم الداخلي تزداد عند الراهبات أو غير المتزوجات من النساء، وكذلك تأخير الحمل الأول يساعد على زيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي، ومن لم يحملن من النساء تزداد عندهن نسبة الإصابة بسرطان الرحم الداخلي، وكذلك ثبت أن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم تزداد عند النساء بازدياد عدد من يعاشرهن من الرجال، وفي الرجال تزداد نسبة الإصابة بسرطان البروستاتة مع ازدياد عدد من يعاشروهم من النساء قبل الزواج أو أثناءه، أو عند من يصابون بالأمراض التناسلية.
وبالنسبة لستر العورة فقد ثبت أن نسبة الإصابة بسرطان الجلد تزداد في الأجزاء التي يطول تعرضها لأشعة الشمس، وبالذات فيما تحت الركبة من الساق عند النساء، وفي الجزع عند الرجال، وفي الذراعين عند الجنسين.
أما من يمارسون عمليات الشذوذ الجنسي، فتكثر بينهم حالات انخفاض وظائف المناعة في الجسم، وما يصحب ذلك من ازدياد نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض، ومن ضمنها السرطان.
وبالنسبة للمجموعة الرابعة من عوامل الخطر والتي ترتبط بالحالة النفسية تشير إلى أمثلة قليلة من التعاليم الإسلامية التي تحض علي تقوية الإيمان والثقة الغير محدودة بالله، وبنصره، وتعضيده لعباده المؤمنين، إضافة إلى الوضع النفسي المتوازن للمؤمن، وكل ذلك يزيد من مقدرته على مواجهة الضغوط، ومقاومة التوتر والاضطراب النفسي.
تطبيـق الإســلام
وقد ثبت علميا أن الحالة النفسية السلبية ، بما في ذلك حالات الاضطراب النفسي والاكتئاب، وعدم القدرة على مواجهة الضغوط والتوتر تؤدي إلى انخفاض المناعة في الجسم، كما أن كل ما يؤدي إلى تحسين إيجابيات الحالة النفسية يرفع من مناعة الجسم، وكذلك ثبت علميا أن نسبة الإصابة بالسرطان تزداد عند من عندهم انخفاض في مناعة الجسم، وبالتالي يمكن الجزم بأن الحالة النفسية السلبية تؤدي إلى ازدياد نسبة الإصابة بالسرطان، وقد ثبت ذلك في العديد من الدراسات، ومما يؤكد ذلك بالنسبة لتأثير العقيدة الدينية بالتحديد ما أسفر عنه حصر نوع معين من السرطان، ألا وهو سرطان البنكرياس عند عدد من أصحاب الديانات المختلفة، ووجدت أعلى نسبة إصابة بهذا المرض بين الملحدين حينما قورنوا بغيرهم من أصحاب الديانات السماوية.
وكل القرائن المذكورة تؤكد الافتراض السابق بأن تطبيق التعاليم الإسلامية يؤدي إلى انخفاض نسبة الإصابة بالأمراض، وبأن الطب الإسلامي، وما يشتمل عليه من حكمة التعاليم الإسلامية سيكون أكثر تميزا وفعالية من غيره من العلوم الطبية.
وفي الوقت الذي اقتصرت فيه هذه الدراسة على نسبة الإصابة بالسرطان كانت هناك دراسات أخرى بحثت علاقة القيم الإسلامية بالأمراض الأخرى غير السرطانية، ووصلت إلى النتيجة نفسها.