من النعم العظيمة التي منحنا الله إياها نعمة الفرح والضحك، فالبيت أو المجلس الذي تشع منه الفرحة تجد كل من فيه تعلو وجوههم الابتسامة ويملأ صدورهم الانشراح والحب، ومن منا لم ينبض قلبه فرحاً، ويشعر بأحاسيس بهيجة وهو يرى طفلاً يبتسم، إنه من المفعول السحري لهذا الفعل الفيسيولوجي المسمى (بالضحك).
ما هو الضحك ؟ وكيف يضحك الأطفال ؟
الضحك بشكل عام يمكن تعريفه بأنه حالة يمر بها الإنسان من فترة لأخرى وتعتبر تتويجاً لمزاج الإنسان المرتفع، كما أنها تعتبر تعبيراً صريحاً عن السرور مع وجود استثناءات.
فالطفل الرضيع عندما يداعبه أحد ما تجده يعبر عن فرحه بالابتسامة والضحك وبتحريك رجليه عشوائيا مثلاً ، وإذا كنت تحمله وشعر بالفرح تجده يتعلق بك أكثر ويقترب منك ويحرك رجليه صعوداً وهبوطاً ويشدد إمساكه بك وبعد قليل يبتعد بوجهه عنك قليلاً ينظر إلى وجهك فتعيد أنت مداعبته فيكرر اغتباطه وسروره.
ما هي أسباب الضحك عند الأطفال؟
كل ما يدخل السرور لقلب الطفل يجعله يضحك فرؤيته لأمه وجلوسه في حضنها عيد ،واستقباله لوالده بعد انتهاء العمل فرحة ،وحصوله على طعامه المفضل أو ثياب جديدة وألعاب متنوعة بل حتى مجرد شرائه أو تلبية رغبته في الحصول على شيء ما كلها مناسبات سعيدة للطف،
إن الطفل الذي يحصل على علامات عالية بالامتحان أو الذي ينجح بالمدرسة أو بمسابقة ما يبقى مبتهجاً يقفز هنا وهناك لفترات مطولة، طبعاً ان الأسباب تختلف باختلاف العمر فالرضيع الصغير نراه يبتسم بشكل عفوي أحياناً وربما يكون نائماً أو يقظاً ، وقد يكون سبب الضحك لمس مناطق معينة كالبطن أو تحت الإبط أو أخمص القدمين أو العنق حيث أن الأعصاب التي تنبه المراكز الدماغية المسؤولة عن الضحك يختلف توزعها في الجسم كما أن عتبة الضحك تختلف من طفل لآخر،قد يكون الباعث للضحك داخلي المنشأ كأن يتذكر الإنسان حادثة ما، أو خارجي المنشأ سمعياً كسماع قصة ما أو بصرياً كرؤية ما يسر العين أو لمسياً كمداعبة طفل أو شمياً كشم رائحة عبقة تجعلك تنتشي وتبتسم أو شم بعض أنواع الغازات الصناعية التي تؤدي لضحك إجباري وبلا سبب،أحيانا يبتسم الطفل وهو نائم وعادة ما يكون بحالة حلم سعيد، وقد يكون الضحك مرضياً حيث أن بعض الأمراض النفسية تؤدي للضحك في مناسبات حزينة وهناك أمراض تؤدي لنوبة من الضحك والبكاء.
ما هي فوائد الضحك ؟
الضحك هو عبارة عن حركات تنفسية نشطة وبطبيعة خاصة فهو لذلك ينشط عضلات التنفس وينشط الدورة الدموية والعمليات الدماغية، إن السعيد حتى ولو لم يظهر عليه مظهر الضحك يبقى بعيداً عن كثير من الأمراض بإذن الله و لا أقصد الأمراض النفسية فقط بل الجسدية أيضاً فهؤلاء الأشخاص أقل عرضة للقرحات الهضمية ولارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين كما أن إصابتهم بالإحتشاءات (الجلطات القلبية) أقل، لقد تبين علاقة أنواع عديدة من الأكزيما بالكآبة وشفاء الكثير منها عند تبدل المزاج نحو الأفضل.
كيف نحافظ على فرح الأطفال ؟
إن بسمة الأطفال لا تسعد الأطفال فقط بل هي ربيع يسر من يراه، وإن الإنسان يسعى للسعادة دوماً وكل ما نعمله يصب في هذا المجال، إن إعطاء الطفل حاجياته النفسية والجسدية، والروحية والمادية وإبعاد شبح ما يعكر صفو حياته من أمراض ومشاكل وتعليمه منذ الصغر على رحابة الصدر وأن يواجه المصاعب بابتسامة ويفكر بحلها منطقياً بنفسه أو بمساعدة من حوله وأن نعلمه ألا يغضب لأتفه الأسباب، كل هذه الأمور مهمة والأهم هو وجود بيئة سعيدة محيطة بالطفل، فالأب سريع الغضب ينعكس سلوكه هذا سلباً على أطفاله، والأب الحكيم لابد وأن يطبع أطفاله بطابع محبب وجيد،
واختتم الكلام أن الضحك نعمة عظيمة تستوجب منا أن نشكر الله عليها علّها تدوم ونراها في وجوه أطفالنا رمز البراءة
- الكاتب:
مجلة الرائد - التصنيف:
صحة الأسرة