يعتبر تناول المشروبات والعقاقير المنبهة بأنواعها أيام الامتحانات إحدى التقاليد المتعارف عليها بين أوساط الطلاب، خاصة أثناء فترة السهر، فهي تؤدي عند تعاطيها إلى اليقظة وزيادة الطاقة والنشاط وتقلل الجوع، وعند حلول مواسم الاختبارات يلجأ كثير من الطلبة والطالبات للأنواع المختلفة من المنبهات لاعتقادهم أنها الوسيلة الأنجح في زيادة كفاءة المخ على الاستيعاب في فترة زمنية أقل، فضلا عن طرد الصداع والخمول والكسل عنهم.
طبيعة المنبهات
المنبهات هي مجموعة مواد كيميائية تنبه الجهاز العصبي، وتعطي شعوراً بارتفاع المزاج، وزيادة الطاقة والقدرة على الاستيقاظ والانتباه لساعات طويلة، وأداء الأعمال المختلفة والشاقة منها دون الإحساس بالتعب.
تختلف المنبهات من حيث أنواعها، فمنها المشروبات التي تحوي (الكافيين) كالشاي والبن (القهوة بأنواعها) والكاكاو والمشروبات الغازية، ومنها المنبهات الدوائية مثل المنشطات التي تحتوي على مادة (الأمفيتامينات) وأشباهها من المنشطات المصنعة التي تستخدم أساسا كعلاج لبعض الأمراض الجسدية والنفسية.
الكافيين ملك المنبهات
القهوة والشاي والكولا والكاكاو... كلها منبهات تحتوي على مادة (الكافيين). وقد يكون الكافيين – كما تقول المجلة الطبية البريطانية – من أكثر المنبهات انتشارا في العالم أجمع، بسبب ما يستهلكه الناس من هذه المشروبات.
تعتبر مادة الكافيين مادة منشطة لعمل المخ لحد معين، وتصل مع المخ لتركيز واستيعاب جيد في حالة الاعتدال في تناولها، وهناك تناسب عكسي أيضا! فكلما زادت نسبة الجرعات زادت نسبة الانحدار في أداء المخ من ناحية الاستيعاب والفهم والحفظ.
آثاره الجانبية
• الخفقان: هو الشعور بضربات القلب، أو الإحساس بوجود ضربات سريعة وقوية في القلب، وقد يشكو البعض من حدوث ضربات القلب مبكرا، يعقبها فترة سكون قصيرة، ثم يعود القلب لضرباته العادية. وكثيرا ما تحدث تلك الضربات المبكرة عند الإفراط في تناول القهوة والشاي أو المنبهات الأخرى التي تحتوي على الكافيين.
• أظهرت دراسة علمية حديثة أن شرب فنجان واحد من القهوة مع الطعام ينقص امتصاص الحديد من وجبة همبرجر – مثلا- بمقدار 39 %، مما يتسبب في ظهور أعراض الأنيميا، ولذلك ينصح الذين يفضلون شرب القهوة والشاي بعد الوجبات أن يؤخروا ذلك بقدر ساعة أو ساعتين بعد الانتهاء من وجبة الطعام.
• يزيد من إدرار البول، لأن الجسم يعامل الكافيين كمادة سامة، فيتخلص منها في وسط مائي، ويضطر إلى طرد كمية من الماء يحتاجها أصلاً، وهذا أمر غير مرغوب فيه كما يعتقد البعض، لأن الجسد سيفقد كمية كبيرة من السوائل رغم أهميتها لصحة الجسم، وأداء عمليات التمثيل المهمة للنمو، ومما يؤسف له أن تلك السوائل لا تعوض سريعاً ولا يحس الشخص بنقص السوائل مباشرة، لأن الشخص لا يشعر بالعطش إلا بعد نقص أكثر من 20 لتر من السوائل بالجسم.
• حذر باحثون في "جامعة درم" البريطانية مستهلكي المعدلات العالية من الكافيين - أولئك الذي يستهلكون أكثر مما يوازي سبعة أكواب من القهوة الفورية في اليوم - بأنهم الأكثر عرضة لخطر الهلوسة، ونظراً لاحتواء القهوة المعدة من حبوب البن الطازج على معدلات أعلى من الكافيين، فإن ثلاثة أكواب منها كافية لإحداث ذات التأثير.
• رغم أن للكافيين أثرا في وجود نشاط ذهني عالي، إلا أنه يجعل النوم والاسترخاء صعبا. فلقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الكافيين يسبب الأرق بصورة خاصة في متوسطي الأعمار والمسنين لإخلاله بدورة متوصلات المخ الكيميائية، فتزداد حركة النائم وتخف درجة عمق النوم، كما يستغرق البدء في النوم فترة طويلة.
• زيادة ضغط الدم، والنزعة العدوانية، والاكتئاب النفسي، وآلام الصدر، والشعور بالصداع، وفقدان الشهية.
• زيادة نسبة الكولسترول في الدم، وفقدان الماء والبوتاسيوم، وفقدان الكالسيوم أيضا فقد وجد في دراسات طبية مرموقة أن نسبة كبيرة من المصابين بهشاشة العظام والتهابات المفاصل يستهلكون كمية تفوق 600 ملجم من الكافيين في اليوم.
• ينشط خمائر الكبد، لذلك يحتاج الأشخاص المسرفين في شرب القهوة والشاي إلى كميات أكبر من الأدوية التي يصفها لهم الأطباء، لأنها لا تبقى في الدم فترة كافية لتأتى بالتأثير المطلوب، وذلك بسبب نشاط خمائر الكبد الهاضمة.
بدائل صحية
• استبدال الشاي والقهوة والمنبهات عموما بالبديل الصحي الذي يتمثل في الأغذية المحتوية على (الأستايل كولين) التي ترفع نسبة التركيز في المخ بنسبة 70 - 80٪ والموجودة في الخس والخضروات والفواكه الطازجة التي لا بد أن تتواجد وبشكل يومي مع سلطة الخضار كوجبة أساسية.
• اتبع نظاما غذائيا متنوعا يحتوي على الخضار والفاكهة الغنية بالفيتامينات. لأن الغذاء الغير متنوع غير صحي ويساعد على الشعور بالتعب والإرهاق.
• شرب أكثر من ثمانية أكواب من الماء يوميا, فالجفاف يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق والإصابة بالتوتر والضغط النفسي.
• شرب كوب من عصير البرتقال في الصباح ضمن وجبة الفطور يساعد في تخفيف التوتر والضغط العصبي وينعش الذهن.
• استبدال المنبهات بسلطة الفواكه في الوجبات البينية.
• الحرص على تناول العصائر الطبيعية الغنية بالجلوكوز السهل الهضم حتى تحسن من أداء المخ.
• المذاق الحلو المعتدل يساعد على تهدئة الأعصاب ورفع كفاءة خلايا الدماغ وتنشيط الذاكرة, وبالتالي التخلص من الضغط النفسي والقلق, فتناول ـ مثلا ـ ملعقة عسل قبل النوم تجعلك تتمتع بنوم هادئ. ويمكن تناول ملعقة من السكر في كوب من شراب الأعشاب الساخن مثل اليانسون والقرفة.
• التركيز على الوجبات المقننة والمليئة بالفيتامينات، والابتعاد عن الوجبات الثقيلة التي تثقل المعدة وتحول كمية كبيرة من الدم ناحية المعدة بدلاً من المخ.
• التورين الطبيعي موجود بوفرة في أطعمة البحر واللحوم.
• الشيكولاته السمراء تحتوي على كمية كبيرة من الكاكاو والذي يحتوي بدوره على مادة (تيوبروميدز) وهي مادة كيميائية تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي للشعور بالطمأنينة والاسترخاء. ولكن يجب ملاحظة عدم الإفراط في أكل هذه الشيكولاته ومراعاة السكريات فيها والسعرات الحرارية.
• يمكن الاستعانة أيضاً بالكشمش (نوع من أنواع العنب الأسود) حيث أنه يفيد مغلياً في تنظيم عمل الغدد المسئولة عن هرمون التوتر (الأدرينالين). كما يمكن إضافة بعض الأعشاب المفيدة في ذلك إلى أطباق الطعام مثل: جوزة الطيب، والزعتر، والريحان، وحصى البان.
• (التريبتوفان) من الأحماض الأمينية الهامة التي تنشط إفراز هرمون (سيروتونين) وهذا الهرمون يعتبر مهدئا ومخففا لتوتر الجهاز العصبي, لذلك فهو واحد من أفضل المهدئات الطبيعية ويوجد (التريبتوفان) بكثرة في الموز والجبن الأبيض الخالي من الدسم اللحم.
• في أيامنا هذه عرفت خصائص أزهار الزيزفون بوضوح، وأثبتت الدراسات العلمية استعمالها كمسكن للآلام المعدية ومضادة للتشنج, حتى قدر ما يستعمل منها في فرنسا وحدها كل عام بخمسمائة طن, ولها أيضاً خصائص مسكنة بالنسبة للمؤرقين والقلقين والعصبيين حيث يستحمون في ماء منقوع الأزهار بنسبة 500 جرام للحمام الواحد.
• مستحلب اليانسون مفيد جدا في تهدئة الأعصاب وإزالة القلق. وطريقة تحضير مستحلب اليانسون تتم بوضع ملعقتين كبيرتين من مسحوق اليانسون في كوب ثم يصب عليه الماء المغلي ويقلب جيداً ويغطى بعد تحليته بملعقتي سكر صغيرتين لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب.
• استخدمت حبوب اللقاح بنجاح تام في علاج الاضطرابات العصبية ومنها: التوتر العصبي، الإرهاق والتعب الشديد، حالات الانهيار العصبية مع صورة صحية متدهورة، اضطرابات الذاكرة. كما قرر كثير من الباحثين أن حبوب اللقاح علاج ممتاز للاضطرابات العصبية، وأنه يمكن استخدامها كمادة مهدئة, وكثير من الباحثين في العصر الحاضر يصف العلاج بحبوب اللقاح قبل النوم للمرضى الذين يعانون من الأرق، لفاعليتها في الاستغراق في نوم هادئ.