يمضي المراهقون وقتا أطول في المدرسة أكثر من أي مكان آخر. المدرسة هي أيضا مركز حياة المراهق الاجتماعية حيث إن تجاربهم فيها تحدد نمط حياتهم اليومية.
ومع تقدم الطفل في المدرسة, فإن الانتقال من الصفوف الابتدائية إلى المتوسطة، ومن ثم المدرسة الثانوية قد يكون صعبا. ففي المدرسة الابتدائية، يتعامل معظم الطلاب مع معلم واحد يعرفونه شخصيا, أما في الصفوف العليا، فهناك مدرس متخصص بكل مادة.
قد تصبح الأدوار المفروضة مصدر حيرة بالنسبة للمراهق خلال سنين المراهقة. ففي بعض المدارس يعتبر الطالب في الصف السادس " طفلا كبيرا"، و في الصف السابع يعتبر "طفلا صغيرا" و يعتبر في الصف التاسع "مراهقا".
قد يعاني العديد من الطلاب من اضطرابات مؤقتة خلال فترة الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة، حيث تحدث اضطرابات في تقدير المراهق لذاته و قد تنخفض درجاته قليلا.
كما قد يلاحظ أن اهتمامهم و مشاركتهم في الأنشطة المدرسية بدأ في الانخفاض. و قد يشعر المراهق بالغربة و الضعف و الضياع.
و يصبح إجراء التعديلات أمرا صعبا إذا كان المراهق يمر بتغيرات كبيرة أخرى، مثل: البلوغ، أو الانتقال من مكان لآخر أو الانفصال عن شخص عزيز، أو الطلاق.
و خلال سنين المراهقة, تحدث العديد من التغيرات في حياة المراهق على المستوى الاجتماعي، حيث يبدأ بالتغير من الميل إلى الالتزام بالقواعد المفروضة إلى الفردية, ففي سنين المراهقة الأولى يميل المراهق إلى الانسجام مع عائلته، و لكن في منتصف سن المراهقة يبدأ المراهق بالتعرف إلى العديد من الأشخاص و المجموعات، و ينكر انتمائه إلى مجموعة محددة ( العائلة).
خلال منتصف سن المراهقة, يقل تقليد المراهق لمحيطه الأسري و يصبح الأصدقاء هم موضع السلطة بشأن ما ينبغي عمله و قوله و طريقة التفكير و اللبس.
و يبدأ المراهق باستبدال الاستقلال العائلي بالاستقلال الجماعي.
و في هذا السن: تبدأ رغبة المراهق في معاملته بكونه فردا مستقلا. فمثلا: تتغير العبارة من "الجميع يقوم بذلك" إلى "أنا أريد أن أذهب" أو "هذه هي حياتي الخاصة".
وفي سن المراهقة, ينظر المراهق إلى الإخوة والأخوات والأقران والآباء والأمهات على أنهم "القوى المعارضة". وفي منتصف المراهقة, يدرك المراهق أن هناك آراءً مختلفة، و أن رأي الشخص تحدده مصالحه الخاصة.
و على الرغم من أن تأثير الأقران قد يقل خلال أيام المرحلة الثانوية، إلا أنه يستمر في بعض الجوانب. لذلك يحتاج المراهق إلى الحصول على المعلومات والإرشادات من الخبراء و المختصين.
و بالنسبة للأنماط والأذواق: فإن الأقران يعتبرون الخبراء أما في الأمور الأخرى فالوالدين هم الخبراء.
لا يلجأ المراهق عادة إلى والديه لمساعدته في حل واجباته المدرسية، لاعتقاده أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا لإعطاء والديه الخلفية التي يحتاجون إليها من أجل حل المسألة. و لذلك عادة ما يلجأ المراهق إلى زملاءه في مثل هذه الأمور.
أما في المسائل الكبيرة مثل: الأخلاق و المدرسة و القرارات التي تختص بالحياة، فعادة ما يلجأ المراهق إلى والديه على الرغم من إدراكه معرفة زملاءه بهذه الأمور و عمق ثقافتهم.
هناك العديد من المحطات التي يمر بها المراهق خلال هذه المرحلة ليصبح شخصاً مستقلاً و عضواً صالحاً في المجتمع.
ينبغي على الوالدين تخصيص بعض الوقت للتحدث والاستماع إلى ابنهما المراهق و مساعدته على مواجهة التحديات اليومية.