ياتي تعرض وزير شؤون المنظمات الاهلية الفلسطيني حسن عصفور لاعتداء بالضرب على يد مجهولين في ظل اجواء من الاحتقان والشعور بالغبن وحتى "عملية صراع القوى" التي تعيشها الضفة الغربية وقطاع غزة في اعقاب الاحتلال العسكري الاسرائيلي الاخير .
ووصف وزير الثقافة والاعلام في السلطة الفلسطيني الاعتداء بأنه "عمل في غاية الخطورة ومحاولة لخلق نوع من الاضطراب الامني في الصفوف الفلسطينية وداخل المدن والمواقع الفلسطينية بعد الانسحاب الاسرائيلي".
واعتبر ياسر عبد ربه الحادثة" بمثابة رسالة سياسية ضد السلطة الفلسطينية وكافة المؤسسات الفلسطينية".
وكان مجهولون اعتدوا بالضرب بقضبان حديدية على عصفور ومرافقه عندما كان يهم بدخول منزله في ضاحية الماصيون برام الله الاثنين.
وامر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي زار عصفور في مستشفى الشيخ زايد في المدينة بتشكيل لجنة تحقيق في الحادث.
وسجل الاعتداء في الوقت الذي لا زال فيه الفلسطينيون يحاولون التغلب على اثار الاحتلال الاسرائيلي عندما اجتاح جيشه جميع مدن الضفة الغربية في 28 اذار/مارس الماضي ولم يغادرها بعد اكثر من شهر من ذلك مخلفا فيها دمارا وقتلا كبيرين ووسط مطالبات داخلية بالاصلاح ودعوات للتغيير.
وقالت حنان عشراوي النائبة في المجلس التشريعي "واضح ان هذا الاعتداء السافر المرفوض جاء في وضع احتقان وحرمان وشعور بالغبن وصدمة كبيرة من الامور السلبية".
واضافت " هناك تكهنات كثيرة حول من يقف وراء الاعتداء لكن مفهوم المواطنة يجب ان يسود وهذا احتقان خطير تتوجب مواجهته ويتطلب الامر قيام السلطة ببرنامج اصلاح جذري".
وقالت عشراوي "هذا العمل مرفوض والتعرض الجسدي مرفوض وخطير جدا ويجب ان يتوقف فورا لانه سيؤدي الى انهيار داخلي وفتنة وهذا ما تريده اسرائيل".
وقد المح عصفور في حديث الى قناة "الجزيرة "الفضائية" الى احتمال وقوف جهات اسرائيلية وراء الاعتداء.
لكن مصادر مقربة من السلطة الفلسطينية اشارت الى "احتمال ان يكون الاعتداء قد جاء على خلفية صراعات وتناحر بين تيارات مختلفة داخل السلطة الفلسطينية"،
ووجد الفلسطينيون انفسهم تحت وطأة مطالبات خارجية وداخلية بالتغيير والاصلاح بالرغم من عدم تحقيق اي تقدم ملموس بعد نحو عامين من الانتفاضة وفي ختام احتلال جديد دام اكثر من شهر وترك مئات القتلى وبنية تحتية مدمرة.
وسارع قادة الاجهزة الامنية لاسيما العقيدان جبربل الرجوب ومحمد دحلان الى توجيه اتهامات متبادلة حول مسؤولية ما حدث في حين قدم وزير الشؤون البرلمانية نبيل عمرو استقالته احتجاجا حسب ما قال على عدم قبول خطتة بالاصلاح.
ويرى علي الجرباوي المحاضر في جامعة بيرزيت ان الاعتداء الاخير ياتي "ضمن عملية مزاحمة على المواقع وفي سياق صراع القوى".
وقال الجرباوي "هذه مرحلة تصفية حسابات ومرحلة الحديث والعمل على امكانية التغييرات ولكن من المؤسف ان تكون المزاحمة قد اتخذت مثل هذا الشكل".
واوضح "هناك عدة طبقات من التحالفات لا تنقسم على بعد محدد وانما لها ابعاد جغرافية وسياسية وشخصية".
وتوجه في الخفاء انتقادات الى الدور المتنامي الذي يقوده العقيد محمد دحلان رئيس جهاز الامن الوقائي في غزة ومحمد رشيد مستشار عرفات الاقتصادي لاسيما قربهما من الرئيس الفلسطيني.
وبقول الجرباوي "الاكثر حظوة عند الرئيس (عرفات) والاكثر قربا منه هو الاكثر تأثيرا ، لكن لا يمكن الجزم حاليا في ان الامور قد حسمت لصالح مجموعة او جناح دون الاخر".
- الكاتب:
ميدل إيست أونلاين - التصنيف:
قراءات وتحليلات