بعدما أصبح «الحجاب» زياً شائعاً لنساء محافظة الأنبار، شاع في الآونة الأخيرة ارتداء «النقاب» ولم يتوقف عند بنات العائلات المحافظة، بل امتد إلى الجامعة ليشمل عدداً من طالباتها.
ويؤكد الدكتور سعيد عليوي، الأستاذ في كلية التربية للبنات، أن النقاب غزا الجامعة في شكل متسارع منذ الغزو الأميركي، مؤكداً «أن النقاب كان على أيام النظام السابق حالة نادرة حتى على مستوى الشارع، أما الجامعة فكانت إلى حد ما «معرضاً للأزياء» وإن كانت الملابس هنا «صرعة» كما هي عليه في جامعات العراق الأخرى.
ويجد «حمادي»، من قسم الاجتماع في الجامعة، ان «الاحتلال الأميركي للعراق يمثل استهدافاً واضحاً للإسلام ما أيقظ في نفوس العراقيين صحوة إسلامية، وحفز لديهم الشعور بهويتهم الإسلامية في شكل لم يسبق له مثيل، فانعكس ذلك على مرافق الحياة كافة، بما في ذلك الجامعات».
وتقول عذراء محمد، طالبة في كلية التربية للبنات جامعة الانبار، إنها اختارت ارتداء النقاب، بمحض ارادتها فهي تعتقد انه الزي الاسلامي الصحيح الذي يكسب المرأة وقاراً اكثر حتى من الحجاب الذي تعده «زياً مقبولاً».
ويرى الدكتور أحمد شكر الجميلي، معاون عميد كلية القانون، ان ارتداء النقاب «ظاهرة إيجابية وتستحق التشجيع».
والواقع أن ظاهرة «الحجاب» لم تقف عند هذا الوسط، بل شملت الفتيات الصغيرات، في مختلف مناطق محافظة الأنبار، وفي مدينة الفلوجة على وجه الخصوص، حيث بات عدد الفتيات اللائي يرتدين الحجاب وهن في سن الطفولة يتزايد في شكل ملحوظ، وزادت نسبة المحجبات بين طالبات المدارس الابتدائية.
وتقول نورية عباس حسين، مديرة مدرسة «الأمل» الابتدائية للبنات: إن نسبة الطالبات اللواتي بتن يرتدين الحجاب الإسلامي في مدرستها زادت عن الـ 50 في المئة من طالبات المدرسة، مؤكدة «أن موقف المدرسة من انتشار هذه الظاهرة موقف حيادي بل ومشجع أحياناً، وإن لم يصل إلى درجة فرضه زياً رسمياً»، وتعلل نورية عباس انتشار الظاهرة «بالتمسك الديني في المجتمع العراقي في شكل عام، وعودة العراقيين إلى النهل من جذورهم الدينية والتاريخية، فضلاً عن أنها ردة فعل جاءت على شكل صحوة إسلامية بدأت مع بدء العدوان الأميركي على العراق منذ العام 1991، وإن انتشارها اليوم، على هذا النحو، ليس بالأمر الغريب في مجتمع تسوده تقاليد اجتماعية واضحة».
ــــــــــــــ
ياسر محمد ـ الحياة