وزارة الأوقاف المصرية إطلاق قناة فضائية دينية، تشرف الوزارة على برامجها للحد من بعض الفتاوى المنتشرة في الفضائيات، التي اتخذت من الدين وسيلة للتربح، فأثارت الجدل والشكوك وإلهاء الناس في أمور لا طائل من ورائها بل تضر ولا تنفع.
وذكرت مصادر مطلعة أن وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق، يجري مشاورات مع رجال أعمال مصريين حول تمويل القناة، التي ستتولى الوزارة الإشراف عليها من جهة نوعية برامجها، ومدها بالمعلومات التي تظهر صورة الإسلام الصحيحة، وتوضح قيمته الحقيقية، وتفند الفتاوى الباطلة التي تنطلق بين الحين والآخر، سواء من مصر أو من أقطار إسلامية أخرى.
وتهدف الفضائية إلى الرد على الفضائيات الدينية الخاصة غير المنضبطة، وتفند الفتاوى الهدامة التي ليس لها أساس من الشريعة السمحاء والتي يروجها غير المتخصصين، كما تكشف حقيقة الإسلام للمجتمعات الغربية، وتنقيه من الإشاعات التي تصفه بالإرهاب والرجعية والتخلف.
وقال مصدر مسؤول بالوزارة: إن القناة المزمع تأسيسها لن تقتصر برامجها على اللغة العربية فقط، بل ستتحدث بلغات أجنبية عدة لتخاطب العالم الخارجي وتوضح الصورة الحقيقية للإسلام، التي تاهت وسط الحملات الغربية العدائية المنظمة ضد الإسلام.
ومن جانبه، أكد وكيل وزارة الأوقاف المصرية الدكتور سالم عبد الجليل، أن وزارته تطلب من رجال الأعمال تمويل القناة الفضائية ورعايتها، لعدم وجود رأس مال كاف لدى الوزارة، بحيث تكون القناة مستقلة غير تابعة للحكومة، حتى لا تطولها الاتهامات بالتحيز، والتعبير عن وجهات نظر خاصة.
إشادة بالفكرة:
وأشاد علماء أزهريون ومفكرون إسلاميون بتلك الخطوة ورحبوا بها، وطالبوا بتنفيذها بأقصى سرعة.
ومن جانبه، رحب الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الشريف، بالفكرة قائلا: "إن المجتمع المصري الإسلامي أصبح في أمسّ الحاجة إلى قناة فضائية "متحررة" للرد على فوضى الفتاوى الهدامة المنتشرة في الفضائيات وتصحيح صورة الإسلام لدى الغرب، منوها إلى أنه لكي تنجح القناة لابد أن تظل بمنأى عن سيطرة الحكومة لتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل".
وطالب رجال الأعمال المخلصين بأن يتقدموا بتمويل هذه القناة والاستعانة بعلماء الدين الكبار ذوي الخبرة والكفاءة القادرين على إظهار حقيقة الإسلام، والرد على من وصفهم "بالدعاة الجدد"!!!.
كما رحب الداعية الإسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين، بإطلاق "فضائية دينية حقيقية" للحد من فوضى الفتاوى المنتشرة في الفضائيات التي اتخذت الدين وسيلة للتربح، فأثارت الجدل والشكوك حول الإسلام.
وطالب شاهين بأن تكون القناة مستقلة ماليا وإداريا عن الحكومة، ولكنها بإشراف ديني من وزارة الأوقاف والأزهر، حتى تصبح برامجها موضوعية وبعيدة عن أي حسابات وتوازنات سياسية.
أما المفكر الإسلامي الدكتور عبد الله النجار، فطالب بالارتقاء بالعلماء والدعاة الذين سوف تستضيفهم القناة، بحيث يكونون واجهة طيبة ومتميزة للإسلام، حتى تحقق القناة الأهداف المرجوة منها، وتكون إضافة حقيقية للأمة الإسلامية، وخطوة تقتدي بها بقية الدول الإسلامية، إلا أنه طالب بضرورة الاهتمام برجال الدين وتثقيفهم قبل الظهور في البرامج حتى لا يصدروا فتاوى "هدامة" لا تعبر عن صحيح الإسلام.
المصريون: 1/11/ 2008