عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته ) متفق عليه .
المفردات
القرن: الجيل من الناس.
يمينه: قَسَمَه.
المعنى الإجمالي
الصحابي هو من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمن به ولم يرتدَّ على عقبه، فهؤلاء هم سادة الناس وأفضل الخلق بعد الأنبياء - عليهم السلام -، فهم الذين نصروا الله ورسوله، وهم الذين نشروا الدين، ونقلوا إلينا الكتاب والسنة، فتعظيمهم واجب، وحبهم أوجب، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث يخبرنا بخيريتهم على سائر الأمة لنقوم بواجبنا تجاههم، ولنعرف لهم فضلهم، ثم يذكر - عليه الصلاة والسلام - التابعين وهم من رأى الصحابة وسار على نهجهم، فهؤلاء في المرتبة الثانية في الفضل بعد الصحابة، ويعقبهم في مرتبة الخيرية تابعوا التابعين، وهم كل من التقى التابعين ولم يلتق الصحابة، وسار على نهجهم، فهم في الفضل بعد التابعين .
والتفضيل والخيرية هنا من حيث الجملة، أي: أن جملة التابعين خير ممن جاء بعدهم، أما الأفراد فقد يوجد في أفراد الأمة من هو خير من بعض أفراد التابعين أو تابعيهم، والتفضيل في الحديث بالاتباع والاقتداء في الخير والصلاح، وليس بمجرد الوجود والولادة في زمن ما، فذاك أمر لا كسب للمرء فيه .
الفوائد العقدية
1- فضل الصحابة وخيرتهم على من جاء بعدهم .
2- الصحابة خير الناس بعد الأنبياء - عليهم السلام -.
3- حرمة سبِ الصحابة والقدحِ فيهم .
4- فضل التابعين ممن سار على نهج الصحابة - رضوان الله عليهم -.
5- فضل تابعي التابعين ممن التقى بالتابعين وسار على نهجهم في الاقتداء بالصحابة .
6- أفضلية الأجيال الثلاثة الأولى على من جاء بعدهم .
7- سوء الجيل يكون بسوء ما يتخلق به من الأخلاق السيئة .