أضــاءوا ليــلَ غـــزَّةَ بالشـمــوع و لـيــلَ القـهــرِ بالــعــزِّ المـنيــع
و ما رفــعــوا شِـــكايـتَـهـم بـذلٍّ لغـيرِ اللهِ ذي العــرشِ السميــعِ
فـمـولاهــم يُــؤمّـِنـُهــم بـخــوفٍ و يُـطـعـمُهـم بمسـغبةٍ وجــــوعِ
بني صُهـيـونَ أسـديـتــم جميـلاً جليــلاً تُشـكـرون على الصـنيعِ !
أردتــم مـحـنــةً بـبـنـي قـــطــاعٍ فصارت منحةً لذوي الشـــمـوعِ !
فــإن الفـارسَ الــمـغـــوارَ يــأتـي لِسُوحِ الحربِ من رحِمِ الوجـيعِ !
و إن الـثــورةَ انــدلـعــت لـهـيــبـاً يُـشـبُّ لـظاه مـن تلـك الرُبـــوعِ
ربـــوعٍ دأبُــهــا ردعُ الأعـــادي و دحـرُ البـاطـشِ الباغي المَنوعِ
أمــا انـدحــرت جـحـافـلُكـم قريـباً تُجـرجـرُ ذيلَ خِزيٍ في خنـوعِ ؟!
تُـطـاردُهــا قــذائـــفُ مـن شُـواظٍ فـتُـحـرقَ كِبـْرَ بـاطـلِـهـا الخَــدوعِ
حسبتــم أهـل غــزةَ مــن غــرورٍ لـدى الـغـاراتِ كالـحمـلِ الـوديـعِ
فـإمـا تُـطـفـئـوا الأنــوار عـنـهـــم فـنــورُ يـقـيـنِـهــم بـين الضـلـوعِ !
و إمــا تـحـبـسـوا الأمـواهَ عـنـهم فـمــاءُ حـيـاتِـهــم عنـد البقــيـعِ !
و إمـا تُــوقـفـوا الـبـتـرولَ عـنـهـم فـزيـتُـهــم الـمبـاركُ في الــزروعِ
و إمـا تــحـرمــوا الـمــرضـى دواءً فـأدوى الـداءِ في الـقـتلِ الفظيعِ !
و أطــفـالُ الـحـجـارة قـد تـنــادَوْا ومـنـهـا اسـتـدفــاؤا يـومَ الصقيعِ !
و شـعبُ جـنـينَ لم يُخلقْ جنيناً بلِ الـعـمـلاقَ يـرفُـلُ في النُّجوعِ !
و شـارونُ ابـتـــلاه فـلــم يـجـدْه سـوى الـجـبـارِ و السُّمِّ الـنـقيـعِ !
فـأودى الأحمـقُ الـبـاغي صريعاً يُـقـاسـي سكرةَ المـوتِ الشنيعِ !
فما حنَـقُ الـغُـزاةِ على حمـاسٍ سـوى حـقــدٍ و إخـفـــاقٍ مُـريــع !
لـيـهْـنـك يـا هـنـيَّــةُ مـن رئيـس عـشـيـةَ أظلـمــت هدرُ الجمــوعِ !
تُـريـدُك للـجـهــاد فـسـِرْ أمـامـاً إمــامــاً لـلأُبــاة بــلا خــــنــــــوعِ
فـهـم مـن مـعشـرٍ قالوا قديماً : ( نـسيـر و لا نـؤمِّلُ في الرجوعِ!)
فإن شيـوخَ شـعـبِـك لـم يهُمُّوا لـغـيــــر الله قــبـــلاً بالــركـــوعِ !
و نـسـوتُــه العـفـائـفُ و الصبايا جـعلن الجيـلَ في حـصــنٍ منيـعِ
و غــزةُ للـغــزاةِ غــدت كــرُمــحٍ يُـغـرّزُ في الـحـنـأيـا و الــضــلـوعِ
كأن دمــاءَ فــتـيـتِها الــغـيــــارى زهـــورُ الآسِ بالــروضِ الــمُــريـعِ
يــذودون الــعـِدا عـن كُلِّ قُـدْسٍ شـريـفٍ أو عــنِ الـشـرفِ الرفـيعِ
ألا يا شـعبُ في البـأساء صـبـراً كأهل الشِّعْبِ في عُـدمٍ و جــوعِ
فـمـا وهــن الـنـبـيُّ و نـاصـــروه و لــم يُـعـطــوا الـدنـيَّــةَ للـبيــوعِ
و لـيـس الـحُــرُّ مـن بـأسٍ و ضُـرٍّ لـدى الـنَّـكَـبـات بالـخَنِــعِ الجـزوعِ
فلا تــرجــوا مــن الجــلاّدِ رُحمى على شـيــخٍ و طفــلٍ أو رضــيــعِ
يَـسيمُ الشـعبَ تـقتيـلاً و خسفاً و يـسبِقُ بالـصــُّراخِ و بـالدـُّمـوعِ !
و لــوذوا بالـمـهـيـمـنِ في عــلاه تـعـالى الله ذو الـخَـلْـقِ الـبـديعِ !
و إن خـذل الـرؤوسُ فـلا تُـبــالـوا فدأبُ الـقومِ في ركـضٍ وضــيـعِ !
و في كُـلِّ الـدُّنـا إخــوانُ صـــدقٍ لـكـم يدعــون مـن قلـبٍ صديــعِ
و هـا قـد هــل بالبُشـرى هــلالٌ و فـجـرُ الــعـــزِّ آذن بـالـطـلـــوعِ