البطيخ أحد الخضروات وليس فاكهة كما يعتقد البعض، وله أسماء كثيرة في بلادنا العربية، مثل بطيخ أخضر، تمييزًا له عن الشمام الذي يسمى بالبطيخ الأصفر أحيانًا، وكذلك جبس وحبحبَ وجح ودلاع وتاج وشمزي ورقي.
ويعود الاسم الأوروبي للبطيخ إلى الكلمة اليونانية القديمة Melone التي تعني "التفاحة الكبيرة".
والبطيخ نبات عشبي حولي شبه بري من فصيلة القرعيات، عرف قديمًا في إفريقيا باسم مصدر السوائل، يحتاج في نموه إلى الجو الدافئ مع الماء. الجزء المأكول من النبات هو لب الثمار بالدرجة الأولى وتؤكل الأوراق والأزهار عند بعض الشعوب ولب البذور عند كثير من شعوب العالم.
والبطيخ أنواع عديدة، منه الأنواع الحلوة المعروفة ومنه المرة ذات اللون الأصفر المخضر وتكون بحجم ثمار الجريب فروت. وأشكاله تختلف بين المدور والطويل الذي قد يصل إلى 60سم.
ترجع نشأة البطيخ الأولى إلى أفريقيا وأمريكا في عام 1629م وحاليًا يزرع في معظم أجزاء إفريقيا وجنوب شرق آسيا والولايات الكاريبية والجنوبية الأمريكية، كما ينمو في معظم مناطق العالم العربي. وتعتبر تركيا والصين من أكثر الدول إنتاجًا له، ويزرع في السعودية بكميات كبيرة، إذ بلغ متوسط إنتاجه خلال السنوات الماضية حوالي 464400 طن، ومن أكثر أنواع البطيخ التي تزرع في السعودية النوع المستطيل الذي تكثر زراعته في المنطقة الوسطى.
أوراق البطيخ مفرودة وخضراء اللون، وهذه الأوراق ذات قيمة غذائية جيدة، إذ إنها غنية بفيتامين(أ) والعناصر المعدنية. وبذوره لها ألوان عديدة ما بين البني إلى البني المصفر إلى الأسود، وهي تستخدم للتسلية وتعرف بالفصفص في السعودية واللب في بقية أنحاء العالم العربي، ولبذور البطيخ استخدامات أخرى في إفريقيا، فسكان نيجيريا مثلاً يقومون بتجفيفها وتحميصها ثم طحنها وتوضع على الحساء كما أنهم يصنعون منها عجائن خاصة تسمى أوجيري. وفي بعض البلدان الإفريقية يستخرج الناس الزيت من بذور البطيخ ويستخدمونه للطبخ ويضاف أحيانًا للسلطات، وفي الهند تستخدم بذور البطيخ كملين ومجدد للقوى.
ويحتوي البطيخ على نسبة عالية من الماء تصل إلى 90 -93% من وزنه، أما المواد الأخرى فهي قليلة جدًّا وعلى رأسها السكر الذي تبلغ نسبته 6-9% من وزنه.
وهو غني بفيتامين (ج) وبه نسبة ضئيلة من فيتامين (أ)، مع نسبة ضئيلة جدًّا من حمض النيكوتنيك، وهو الفيتامين المضاد لمرض البلاغرا، وعلاوة على ذلك يحتوي البطيخ على الكبريت والفوسفور والكلور والصودا والبوتاس.
بتحليل البطيخ الأحمر وجد أن المائة غرام منه تحتوي على 90% من وزنه ماء و10 غرامات سكر وحوالي نصف غرام بروتين و7 مليغرام دهون وحوالي 9 مليغرام كالسيوم و5 مليغرام من فيتامين A و10 مليغرام من فيتامين C، وحوالي 30 مليغرام حديد و3 مليغرام صوديوم، و20 مليغرام مغنسيوم، و15 مليغرام فسفور وحوالي 15 مليغرام بوتاسيوم كما أن المائة غرام تعطي للجسم حوالي 50 سعرًا حراريًا.
تحتوي شريحتان من البطيخ على 80 سعرًا حراريًا و10% من البوتاسيوم الموصى به يوميًا وعلى 25% مما يحتاجه الجسم يوميًا من الفيتامينات الآتية:
· فيتامين A: مهم للعين ويحمي من العمى الليلي، وينشط مناعة الجسم.
· فيتامين b6: يستخدمه الجسم في إنتاج مواد كيميائية مفيدة للوصلات العصبية الدماغية التي تساعد الجسم في مواجهة التوتر والخوف.
· فيتامين C: يساعد جهاز المناعة على مواجهة التلوث والفيروسات، كما يحمي الجسم من المؤكسدات الشاردة الضارة، التي تسبب أمراضًا كالكتاركت.. إعتام عدسة العين
ولا يقتصر الأمر على لب ثمرة البطيخ فبذرته مفيدة أيضًا لقيمتها الغذائية العالية إذ تحتوي على 42% من وزنها بروتين وحوالي 15% سكر ونشا وحوالي 27% زلاليات. وتحتوي على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة المفيدة غذائيًا وخصوصًا المسمى (أوميجا) فهي تساعد في تخفيض نسبة الكولسترول في الدم.
صديق القلب:
وقد شهدت السنوات الأخيرة اهتمامًا علميًّا كبيرًا بالبطيخ؛ ففي عام 2005م فقط أصدرت وزارة الزراعة الأمريكية خمس دراسات كلها تتحدث عن فوائد البطيخ، وفي سبتمبر من العام نفسه انعقد المؤتمر الدولي الثالث لثمار القرعيات في أستراليا، وكانت فوائد تناول البطيخ الطبية على رأس جدول أعماله.
قبل ذلك بعامين أي عام 2003م أثبتت الأبحاث أن البطيخ يحتوي على كمية من مضادات الأكسدة الحمراء اللون، أكثر مما هو في الطماطم، ودخلت رابطة القلب الأمريكية على خط الاهتمام العلمي بالبطيخ فقامت بتصنيفه ضمن قائمة المنتجات النباتية المفيدة للقلب، ليس فقط بسبب فائدته للشرايين، بل أيضًا لأنه مدر للبول ويحتوي على الفيتامينات المفيدة للقلب من مصادرها الطبيعية. إضافة إلى أنه على عكس المتوقع، مفيد لتخفيف الوزن، نظرًا لقلة كمية الطاقة في حصته الغذائية.
لقد أعاد العلم الحديث اكتشاف البطيخ والطماطم من خلال مادة تسمى ليكوبين ذات الفوائد الطبية الكثيرة أهمها على الإطلاق مقاومة ذرات الأكسجين الناتجة من العمليات الكيميائية داخل الخلايا والتي تقوم بتدمير الحامض النووي دي إن إيه، ويتحد جزء واحد من الليكوبين مع عدة ذرات من الأكسجين وهو ما يسمى مقاومة الشوارد الطليقة أو مضادات الأكسدة. هذه المادة تساهم في تقليل الإصابة بسرطان البروستاتا في حال تناولها الرجال من مصادرها الطبيعية في البطيخ والطماطم.