يتعرض الأطفال مع فصول السنة المختلفة، وتقلبات الجو إلى العديد من المشاكل الصحية، وتزيد مقاومة الطفل لهذه الأمراض، وتقل حسب قوة جهاز المناعة لدى الطفل أو ضعفه، وعلى هذا فإنه يقع على كاهل الأمهات عبء كبير فى مواجهة الميكروبات أو الفيروسات التى يتعرض لها أطفالنا، ومحاولة الوقوف بالطفل على شاطيء السلامة حين تُعنى بالتغذية السليمة التى من شأنها تقوية جهاز المناعة لدى الطفل مثل: الخضروات، والفاكهة الطازجة، والتى تحوى على نسبة عالية من الفيتامينات والأملاح، وعن أمراض الربيع وكيفية وقاية الطفل منها يقول الدكتور محمود عباس عيسى - أخصائى الأطفال، ومدير المركز الطبى بحلوان:
إن أمراض الربيع تنشأ فى الأصل من تطاير حبوب اللقاح، وتعلقها مع شوائب أخرى فى الطبقات الجوية العربية من سطح الأرض، فيتأثر بها الإنسان بجميع أجهزته، مسببة بعض الأمراض العارضة، والتى تزول مع تعاطى الأدوية، ويكون الأطفال فى هذه السن المبكرة أكثر عرضة لهذه الأمراض، والتى قد تسبب حساسية لبعض الأجهزة لديهم، ومن هذه الأمراض:
أمراض العيون
العين من أكثر الأعضاء حساسية فى جسم الإنسان، ونحرص أشد الحرص لدى تعاملنا معها، فهى النافدة للعالم الخارجى، ونعمة من الله يجب المحافظة عليها والاهتمام بها.
ومن طرق الوقاية، والتى نناشد بها جميع الأمهات لنحفظ للطفل صحته دائمًا هى النظافة، وخاصة غسل الوجه بالماء، والصابون عدة مرات فى اليوم.
أما طرق العلاج:
فغالبًا ما يصيب العين من احمرار عارض لا تصحبه أى أعراض أخرى، ويمكن أن تعالجه الأم بكمادات من الماء البارد، ثم استخدام بعض القطرات من الأنواع البسيطة، والتى تحوى محلولاً فسيولوجيًا منظمًا مثل البروزولين.
أما الأنواع المرضية الأخرى المعقدة، والتى تكثر مع تكاثر الذباب فى هذا الفصل أمثال: الرمد الصديدى، والتراكوما، فإن على الأم أن تلجأ إلى الطبيب ليحدد لها العلاج المناسب مع مراعاة اتباع تعليمات النظافة الشخصية للطفل، وللمكان الذى يعيش فيه، وحرصها على غسل وجهه بالماء والصابون - كما ذكرنا من قبل - وحرصها أيضًا على عدم تعرضه للهواء المثار، والمحمل بالأتربة، والشوائب العالقة، والتى قد تضر عينيه.
وتعتبر كمادات الشاى الدافئ غسولا جيدا للعين، ولكن يجب أن ننتبه أن يكون الشاى خفيفًا، وبدون سكر، ونستخدمه بقطنه على عينى الطفل خارجيًا.
ونؤكد على أهمية الغذاء المليء بالفيتامينات، والمعادن مثل: الفاكهة والخضروات مثل: الجزر، والمشمش، والذى يفيد كثيرًا فى الحفاظ على العين، وكذلك الفلفل الأخضر، وكثير من الزيوت والمركبات الدهنية التى تفيد فى إعطاء الصحة، والحيوية للبشرة والشعر والعين أيضًا.
أمراض الجهاز التنفسي
أما ما يتصل بما يتعرض له الجهاز التنفسى من أمراض، فمنه ما يتصل بالأمراض العارضة مثل: نزلات البرد، والكحة، وهى سرعان ما تزول عندما يتم تشخيص الحالة من الطبيب المعالج، وهو عادة ما يصف مضادًا حيويًا مناسبًا مع مذيبات وطاردات البلغم.
أما الأنواع الأخرى المرضية، والتى تتكرر عند الطفل كثيرًا بسبب تغير فى الجو أو غيره، فهو ما يعرف عنه بالحساسية فى الجهاز التنفسى، ولكل حالة تشخيصها حسب ما يرى الطبيب أيضًا، وما يوافق عمر الطفل، ووزنه، ودرجة الحالة الصحية التى عليها الطفل.
غذاء .. وتدفئة
وبالنسبة للوقاية من أمراض الجهاز التنفسى ، فهناك ما يقع على كاهل الدولة، وهو محاولة خفض نسب الترسبات، والأبخرة، والأتربة التى تنشرها المصانع فى الجو، ويعانى منها كل مخلوقات الله فى الأرض إنسانًا، وحيوانًا، ونباتًا.
والتى كانت سببًا فى حدوث كثير من المشاكل الصحية، والتى تصل فى معظمها إلى حد الأزمات الحادة، وضيق التنفس، ويصعب حلها مباشرة، بل تأخذ وقتًا طويلاً فى معالجتها، وإذا وصل الأمر إلى حد أن أصبح ذلك المرض الذى يتعرض له الجهاز التنفسى يتكرر كثيرًا، وفى وقت قصير، من نوباتٍ شديدة فى الكحة مثلاً، وزيادة الإفرازات، وخاصة عندما يتعرض الطفل لتيارات من الهواء البارد، أو تعرض لرياح محملة بالأتربة والشوائب العالقة، فإنه يصح أن نصف هذا الطفل بأن لديه حساسية صدرية، وفى هذه الحالة يجب على الأم أن تعهد هذا الطفل بالعناية والرعاية الخاصة جدًا، وأن يكون تحت رعاية طبيب متخصص فى أمراض الصدر والحساسية باستمرار، وفى أى وقت يكون الطفل بحاجة إلى التدخل الطبى السريع.
طرق الوقاية :
أما عن طريق الوقاية التى يمكن للأم أن توفرها لأطفالها لتقيهم بقدر الإمكان من أمراض الصدر فى هذا الفصل، فيمكن تلخيصها فى الآتى:
أن فى هذا الوقت من السنة تتفاوت درجات الحرارة تفاوتًا كبيرًا فيما بين النهار والليل، فقد يكون الجو حارًا نهارًا، ثم يكون شديد البرودة ليلاً، فعلى الأم ألا تخفف ملابس الطفل كثيرًا نهارًا، وتراعى تدفئة صدره جيدًا بقدر الاستطاعة، وأن لا تعرضه مباشرة لتيارات الهواء البارد.
وأن تكثر الأم من إعطاء طفلها السوائل الدافئة، وخاصة الأعشاب الطبيعية والموجودة بشكل صحى ومعقم فى الصيدليات أمثال: التليو، واليانسون، وورق الجوافة، فإن هذه الأعشاب تساعد على إذابة الإفرازات، وبالتالى يسهل على الطفل إخراجها.
ومن الأشياء المهمة، والتى نراعى التنويه عنها إعطاء الطفل الذى يعانى من وجود البلغم، والإفرازات فى صدره، جرعات من الماء الدافيء، فهو فعال فى طرد البلغم وإذابته.
ولا ننس فى هذا المقام ذكر عسل النحل الطبيعى، والذى له فعالية كبيرة فى تقوية جهاز المناعة، وبالتالى قدرة أكبر لدى الطفل لمقاومة الكثير من الأمراض.
وتعد التغذية السليمة من أسباب تمام شفاء طفلك فى أقل وقت ممكن، وذلك بتقديم الغذاء المفيد، والذى يحتوى على فيتامينات وأملاح ليتماثل سريعًا للشفاء.
أما بالنسبة لنوبات الكحة، أو نزلات البرد، فالحرص على تقديم فيتامين (C) أو (ج) بصورة جاهزة للأكل مباشرة مفيد جدًا مثل: البرتقال، أو عصير البرتقال مع الجزر، أو عصير الليمون مع السوائل الدافئة بكثرة.
ومن العادات الغذائية الخاطئة والمنتشرة بين كثير من الأمهات هو ما يحدث من منع الطفل من أن يأكل - أيًا من السمك، أو اللبن، أو البيض، أو حتى الزبادى - إذا كان يعانى هذا الطفل من بردٍ أو كحة، وفى هذا يؤكد لنا الطبيب أن مثل هذه المأكولات تزيد من مناعة الجسم، وتغذيته، فى هذه الفترة بالذات، ولا يصح أن نمنع أى نوع من الغذاء عن الطفل حتى إذا كان يعانى من بردٍ أو كحة، إلا فى حالة واحدة، وهى وجود حساسية أصلاً لدى الطفل من أى نوع من هذه الأغذية، وبالتالى نقدمها بحرص أو نعوضها بأنواع أخرى أقل تأثيرًا عليه.
وعلينا تنبيه كل أم أن طرق العدوى لكل أمراض الجهاز التنفسى هى عن طريق التنفس، والتواجد بالطفل فى أماكن مزدحمة غير جيدة التهوية، والموجودة فيها ميكروب المرض - كأن تذهب الأم بالطفل المريض إلى الحضانة التى تأوى الكثير من الأطفال، وغالبًا ما تنقل العدوى بهذه الطريقة.
فالواجب إبعاد الطفل عن قرنائه، وتواجده فى مكان جيد التهوية حتى تقل نسبة العدوى بين الأطفال.
يجب أن نشير إلى أن هناك من الأنواع المرضية الأخرى التى تصيب الأطفال فى بداية فصل الربيع، وتوفر لها الحكومة الأمصال الواقية لها، ومنها: الحصبة، والتهاب الغدة النكافية، ومنها الإنفلونزا أيضًا، وهذا المصل الأخير يتغير كل عام يتغير نوع الميكروب الذى يعمل ضده.