منذ أطلق اليهود كذبتهم الكبرى بوجود هيكلهم المزعوم أسفل المسجد الأقصى المبارك لم يكفوا عن القيام بأعمال الحفر والتنقيب حول المسجد وأسفله وفي ساحاته، وخلال هذه السنوات الطوال لم يجد اليهود أثراً واحداً يثبت صدق ما ادعوه، ومع ذلك لم يتوقفوا.
وفي كل مرة كان اليهود يقومون بعمل من هذه الأعمال كان الأهل في فلسطين يهبون لنجدة الأقصى والدفاع عنه، وإن استلزم الأمر دفع الأرواح ثمناً لذلك، وكان المسلمون في بقاع الأرض يشدون أزر إخوانهم في فلسطين من خلال التأييد والمظاهرات وجمع التبرعات وإصدار البيانات، وكانت بعض الدول الإسلامية تتحرك ـ على استحياء ـ لمحاولة وقف التصرفات الصهيونية أو على الأقل إدانتها، وتحريك المجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال ، وفي الأيام الأخيرة ظهر جلياً قيام دولة الاحتلال بأعمال حفر وهدم في أجزاء من المسجد الأقصى المبارك مما يهدد وجوده فهب الأهل في فلسطين لنجدة المسجد الأقصى مدعومين بمظاهرات في كثير من بلاد عالمنا الإسلامي وحركة غير كافية من بعض دوله ، وأمام هذا الوضع المتأزم والضغوط أعلنت دولة الاحتلال عن تعليق مؤقت لأعمال الحفريات وكأنها ألقت إلى فريق منا بطوق نجاة يرفع عنه الحرج، وفي نفس الوقت تتخلص من الضغوط الدوليةـ إن وجدت ـ وتوقف التعاطف مع الفلسطينيين من خلال هذا الإعلان، لكن:
هل لهذا الإعلان مصداقية حقيقية؟ بمعنى هل هو مجرد إعلان للاستهلاك؟ أم هو فعلاً وقف لأعمال الحفريات ولو مؤقتاً؟.
الحقيقة التي لا مراء فيها أنه فقط مجرد إعلان لا أكثر، وقد كذَّ ب هذا الادعاء حارس الأقصى الأمين الشيخ/ رائد صلاح حين أعلن أن أعمال الحفريات لم تتوقف، كما كذبه فضيلة الشيخ/ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين حين حذر الأمة الإسلامية من عملية خداع كبرى تقوم بها دولة الاحتلال من خلال هذا الإعلان مبيناً أن الهدف من هذا الإعلان هو وقف الهبة الجماهيرية والغضب العارم الذي انتشر في كل المدن الفلسطينية، وبعض البلاد العربية والإسلامية.
إن الأمر الذي ينبغي التأكيد عليه أن الدفاع عن المسجد الأقصى هو مسؤولية كل المسلمين، ولا يعفيهم من القيام بهذا الواجب كون إخوانهم في فلسطين هم طليعة المدافعين، ولا يعفيهم أيضاً من القيام بهذا الواجب مجرد إعلان الصهاينة الذين تعودنا منهم الكذب وعدم الوفاء بالوعود عن إيقاف أو تعليق هذه الأعمال.
ينبغي أن يستمر التظاهر والتعبير عن الغضب في فلسطين وخارجها وأن تتحرك الدول الإسلامية.