عبادة الله وحده هي غاية وجودنا، وهي سبب سعادتنا في الدنيا والآخرة، وكلما بذل العبد جهده في التزود منها وأدائها على أكمل وجه ازداد تقرباً من الله سبحانه وتعالى، فأحبه وقرَّبه ورفع درجته في عِليّين.
ومن أول ما يجب أن يلزم العبد نفسه به قبل فعل العبادة، تعلمها والتفقه في أحكامها، فقد وصف الله عز وجل أتباع رسوله صلى الله عليه وسلم بالبصيرة في العمل، فقال سبحانه: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} (يوسف:108) أي على علم ومعرفة.
ومن الإثم والتقصير الكبير أن يُقْدِمَ العبد على عبادة ربه، مع جهله بتلك العبادة، وهو قادر على إزالة ذلك الجهل وتنوير بصيرته في دين الله.
وقد أحببنا أن نقوم بدورنا في توعية الأمة بفرائض الله ومنها فريضة الحج فكان هذا المحور، وقمنا فيه باستعراض بعض الأخطاء الواقعة من بعض الحجاج .
ومن المفيد بداية التذكير أننا قد ذكرنا بعض ما اختلف فيه الفقهاء مرجحين رأياً على رأي؛ لدليل يوافقه، وربما ذكرنا - ضمن الأخطاء - ما كان فعله خلاف الأولى؛ حرصاً منا على أن يفعل الحاج الأكمل والأحسن في حجه.
أخطاء في الإحرام
1ـ تجاوز الميقات من غير إحرام، والواجب على من قصد مكة للحج أو العمرة أن يُحْرِمَ من ميقاته، ولا يتعداه دون إحرام، حتى وإن لم يجد ملابس يحرم بها، وعندها يلبس السراويل ويخلع عمامته ونحوها، فإن وجد ملابس الإحرام بعد ذلك لبسها، وتجب عليه الفدية.
2ـ الاعتقاد بأن الإحرام هو مجرد ارتداء ملابس الإحرام، وهذا غير صحيح، بل لابد للإحرام من نية الدخول في النسك، ولهذا لو عقد نية الإحرام بقلبه ولم يلبس الإحرام صح إحرامه مع وجوب الفدية.
3ـ اعتقاد أن أداء ركعتين قبل الإحرام شرط لصحة الإحرام، والصحيح أن عقد الإحرام بعد صلاة سنة باتفاق المذاهب، فمن صلاها أُجِر، ومن تركها لم يأثم.
4- وضع الطِّيب على الرداء أو الإزار قبل الإحرام، والسُنة وضع الطِّيب على البدن قبل الإحرام، أما ملابس الإحرام فلا يطيِّبها، وإذا طيبها لم يلبسها حتى يغسلها.
5ـ اعتقاد أن الغسل أو الوضوء عند الإحرام واجب، وإنما هو مستحب فلو أحرم من غير وضوء ولا غسل فإحرامه صحيح.
6- الجهل بمواقيت الإحرام المكانية التي حددها الشرع، أو عدم مراعاة تلك المواقيت وخاصة من الحجاج القادمين عن طريق الجو، والواجب على الحاج أو المعتمر أن يُحرم من ميقاته أو ما يُحاذيه، فإن اشتبه عليه الأمر أحرم قبل الميقات احتياطاً، لكن لا يتجاوز الميقات دون إحرام كما سبق.
7- كشف المُحْرِم كتفه الأيمن دائماً من حين إحرامه من الميقات، وهو ما يسمى بـ "الاضطباع" وهذا خلاف السنة، وإنما فعله النبي صلى الله عيه وسلم في طواف القدوم وطواف العمرة، فإذا طاف المحرم أعاد رداءه على كتفيه في باقي حجه أو عمرته.
8- التحرج من تغيير لباس الإحرام بمثله أو غسله، ولا حرج في ذلك.
9- اعتقاد أن كل ما كان فيه خيط لا يجوز لبسه، فيتحرج البعض من لبس النعلين أو الحزام ونحو ذلك، بينما المراد بالمخيط ما خِيط أو نسُج على قدر البدن، كالسراويل والثياب.
10- اعتقاد أن المرأة الحائض لا يجوز لها الإحرام، وأن لها أن تتجاوز الميقات دون إحرام، والصحيح أن الحيض والنفاس لا يمنعان المرأة من الإحرام، فيجب عليها أن تحرم، لكن لا تطوف بالبيت حتى تطهر.
11- اعتقاد بعض النساء أن للإحرام ثياباً خاصة، أو لوناً خاصاً، والصحيح أن المرأة يجوز لها أن تُحرم بثيابها المعتادة، لكن تجتنب لبس النقاب والقفازين.
12- اعتقاد البعض أن المنع من محظورات الإحرام يكون بمجرد الاغتسال، والصواب أنه يبتدئ من حين عقد نية الإحرام.
13- تحرّج البعض من تمشيط شعره خوفاً من أن يكون ذلك من محظورات الإحرام، والصواب جوازه على أن يكون برفق.
- الكاتب:
إسلام ويب - التصنيف:
أخطاء في الحج