أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" تقريرها الخاص حول وضع الأطفال فى الأراضى الفلسطينية للعام 2006م، والذى يأتى بالتزامن مع الإعلان عن تقرير وضع الأطفال فى كل أنحاء العالم للعام 2006م، والذى يحذر من تزايد أعداد الأطفال الفلسطينيين فى المعتقلات، وسوء أوضاعهم.
أطفال فى المعتقلات
كما أصدرت وزارة شئون الأسرى والمحررين فى السلطة الفلسطينية مؤخرًا تقريرًا إحصائيًا عن الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال، يشير إلى قرابة (4000 طفل) اعتقلوا منذ بداية انتفاضة الأقصى، لا زال منهم (301 طفل) رهن الأسر، يشكلون ما نسبته 3.3% من إجمالى عدد الأسرى، منهم (15 طفلاً) من القدس، و(6) من قطاع غزة، والباقى (280) من الضفة الغربية، (77) من نابلس، (62) من رام الله، و(27) من الخليل، ويبلغ عدد الذكور (295) والإناث 6.
ومن بين هؤلاء الأسرى الأطفال يوجد 79 طفلاً - أى ما نسبته 26.2 % - من المرضى ويعانون أمراضاً مختلفة، وهم محرومون من الرعاية الصحية والعلاج، إضافة إلى وجود المئات من الأطفال الأسرى الذين تجاوزوا سن الـ 18 داخل السجن، ولا يزالون فى الأسر، وقد تعرض 99% من الأطفال، الذين اعتقلوا للتعذيب، وعلى الأخص وضع الكيس فى الرأس لحبس الأنفاس والضرب.
وحذر التقرير من أن مستقبل الأطفال الأسرى، مهدد بالضياع والدمار، حيث إنهم محرومون من مواصلة تعليمهم ومسيرتهم الدراسية، ويعانون من الانقطاع عن الدراسة، مما يؤثر سلباً على مستقبلهم، منوهًا إلى أن كافة المواثيق والأعراف الدولية جعلت من السجن بالنسبة للأطفال "الملاذ الأخير، ولأقصر فترة ممكنة"، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلى، جعلت من قتل الأطفال واعتقالهم الملاذ الأول وليس الأخير، حيث تفرض عليهم أحكامًا قاسية، وصلت بحق بعضهم إلى السجن لمدى الحياة، وأذاقتهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة.
استهداف مدارس الأطفال
إلى جانب أن الأطفال الفلسطينيين محرومون من التمتع بالحقوق التى وهبها إياهم القانون الدولى، والمثال الأوضح على ذلك أن عدد الأطفال الذين استشهدوا فى الفترة من 29 من سبتمبر 2000م إلى 31 من يناير 2004م قد بلغ 620 شهيدًا.
ويتعرض حق هؤلاء الأطفال فى التعليم فى فلسطين المحتلة للانتهاك بشكل منهجى ونظامى، حيث تتعرض المدارس الفلسطينية وطلابها لأبشع الانتهاكات، فعلى سبيل المثال: قام جيش الاحتلال بالاعتداء مرتين على وزارة التربية والتعليم فى رام الله عام 2002م، مما نتج عنه مصادرة شبكة الحاسوب المركزية، ومصادرة شرائط إلكترونية تحتوى على معلومات مهمة، وتمزيق الملفات وإلقاؤها على الأرض وتدمير محتويات الخزينة المركزية.
وتذكر إحصاءات الوزارة أنه منذ الاجتياح الواسع للأراضى الفلسطينية المحتلة فى 29 من مارس 2002م تعطلت العملية التعليمية بالكامل فى 850 مدرسة، بحيث تم تعطيل الدراسة فى هذه المدارس لمدة 22 يومًا متواصلاً، إضافة إلى عدم انتظام هذه العملية فى العديد من مدارس الضفة والقطاع بشكل كامل بسبب عدم تمكن المدرسين والطلاب فى بعض الأحيان من الوصول إلى مدارسهم لكونهم يسكنون فى منطقة، ويعملون أو يدرسون فى مناطق أخرى.
أوضاع اقتصادية ونفسية صعبة
وتؤكد التقديرات السكانية للجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى أن عدد الأطفال الذين هم دون الـ 18 قد بلغ عام 1997م حوالى 1.5 مليون، وأن 54.4% ممن هم تحت خط الفقر من الأطفال، وبالرغم من انخفاض معدلات الفقر فى عام 1998م، فما زال هناك طفل من بين أربعة أطفال يعانى من حالة الفقر، وهذه النسبة ارتفعت بعد انتفاضة الأقصى لتصل إلى خمسة أطفال من كل تسعة فى ظل الاستهداف المنهجى للقطاعات الاقتصادية من جانب جيش الاحتلال.
ونتج عن الأوضاع الفلسطينية الصعبة والمزرية التى تعيشها الأسر الفلسطينية تخلف بعض الأطفال عن الذهاب إلى مدارسهم وانخراط بعضهم في مجالات عمل أقرب إلى الاستغلال منها إلى العمل، وذلك لوجود معظم عمالة الأطفال بالشوارع كباعة متجولين.
وتشير دراسة حديثة للجهاز المركزى للإحصاء إلى أن عدد الأطفال (5 - 17 سنة) فى الضفة وغزة قد بلغ فى فبراير 2004م حوالى 1.313.700 طفل، أى ما نسبته 34.9% من مجموع السكان يبلغ عدد العاملين منهم بأجر أو بدون أجر 30900 طفل فى الضفة، و9400 طفل فى غزة.
كما يعانى 22% من الأطفال الفلسطينيين من سوء تغذية حرج أو مزمن، و20% منهم يعانون من فقر الدم، ويعود نقص الغذاء بالدرجة الأولى لإغلاق الطرق والحواجز، ومنع التجول الذى يفرضه الاحتلال الإسرائيلى، فضلاً عن انخفاض القوة الشرائية للعملة فى فلسطين