الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد : فللأرقام في حياتنا أهمية خاصة ، من يوم ميلاد الإنسان إلى يوم الحساب!! وخلال رحلة الحياة يرتبط الإنسان بالأرقام ارتباطـًا وثيقـًا في كافة شؤونه، وهذا الرصد الذي تقدمه الشبكةــ والمختار من مجلة "البيان" ومصادر أخرى ــ يعنى بعرض صورة العالم من خلال الأرقام المتحركة صعودًا وهبوطـًا في كل مجالات الحياة ، ولا يخفى مدى أهمية الوقوف على هذه الصور من هذا المنظور الرقمي في فهم الواقع العالمي والإقليمي والمحلي من حياة الناس . وحيث أن هذه الأرقام والإحصائيات منقولة عن مصادر إعلامية شتى ، فإن الموقع يتحمل أمانة النقل عن مجلة البيان و المصادر الأخرى ، لكنه لا يتحمل أمانة صحة تلك الأرقام أو دقتها ، فمن أسند فقد سلم . سائلين المولى عز وجل أن ينفع بها .
هكذا .. أفسدوا الدنيا !! قبل أن أقترب من نهاية رصد هذه الأرقام ، وبعد إلقاء نظرة عامة عليها لم يكن شيء أقرب إليَّ حينها من قول الله تعالى : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )( الروم/41 ) . ورأيت يقينـًا صدق ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - : " لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ".( رواه البخاري ) . وظهر جليـًا عجز المسلمين اليوم عن صناعة الريادة للعالم بنور الإسلام الحق، بل أشد من ذلك عجزهم عن الحفاظ على دينهم وأعراضهم وأنفسهم وأموالهم، فصاروا أرخص البشر عند البشر ثمنـًا ، ولم يكن مصطلح " مجتمع الخمس " لصاحب " فخ العولمة " أكثر وضوحـًا منه حين نطالع تلك الأرقام ، ولكنه ليس خمس الفيء ، ولا حتى " زكاة الخمس " لدى الشيعة ، وإنما هو تمتع " خمس " العالم فقط بخيرات العالم ، ولا أحسب أن الغرب كان أقبح وأشرس منه قبل اليوم . بيد أن هذه الأرقام حين نطالعها فإنها تحتاج إلى نظر جيد ؛ حيث أن أغلب مصادرها مراكز ومؤسسات غربية ، دولية وحكومية وشخصية ، وسنرى أن القوم قد دسوا أنوفهم في كل شيء ، ورصدوا الكثير والكثير من أدق تفاصيل حياة الناس الظاهر منها ، وما كان ينبغي أن يستتر ، وكانت لهم مآرب كثيرة من وراء هذا الرصد الدقيق ، وكان أجلاها - وهو عكس المتبادر - ستر الحقيقة حينـًا ، وتشويهها حينـًا آخر ، واستغلالها أحيانـًا كثيرة في تحقيق مصالح تحقق أهدافهم، في هذه الأرقام فضح جلي لمخططات الغرب ، لواقع الغرب ، لجشع الغرب ، وبيان عواره وتفككه ، كما أن فيها صورة لعالم اليوم بمراراته الكثيرة ، وآلامه الكبيرة ، وفيها حال أمتنا ، وفيها ما فيها . ولا نترك أرقام الظلام تغمرنا دون أن نذكر بصيص النور القادم من خلال ذكر بعض الصور المشرقة .