الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى فرض أن الاختلاط ليس محرما لذاته وإنما حرم سدا للذريعة -كما تقول- فإن الحاجة المقصودة التي يباح لأجلها ليست كل حاجة، وإنما الحاجة الشديدة التي تكاد تلامس الضرورة لما يترتب على عدمها من الحرج والمشقة، ولذلك فإنها تنزل منزلة الضرورة، أو تكون الحاجة متضمنة لمصلحة راجحة على المفسدة المفضية إليها الوسيلة. قال ابن القيم رحمه الله: وما حرم سداً للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة، كما أبيحت العرايا من ربا الفضل، وكما أبيحت ذوات الأسباب من الصلاة بعد الفجر والعصر، وكما أبيح النظر للخاطب والشاهد والطبيب..." (إعلام الموقعين 2/161)..وانظر الفتوى رقم: 25545.
وما ذكرته من طلب الوظيفة وزيادة الدخل وغيرها ليس ضرورة ولا حاجة تلامسها لإمكان حصول ذلك كله بسبل الحلال دون ولوج الحرام وارتكاب المفاسد.
والله أعلم