الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلاريب أن أخاك قد ارتكب معصية كبيرة باعتدائه على هذه الشقة ، إذ إنها إما مملوكة لشخص آخر فلا يسقط حقه فيها بتركها هذه المدة أو ترك ورثته لها –إن كان قد مات- وينبغي لملاك العمارة في هذ الحالة أن يحاولوا الوصول إليه أو إلى ورثته .
وإما أنها غير ممملوكة لشخص معين، وإنما هي ملك شائع بين ملاك العمارة، وفي هذه الحالة لكل واحد منهم حق فيها ، والواجب على اتحاد الملاك أن يفصل في ذلك ويبين لمن ترجع ملكية هذه الشقة .
وبالنسبة لك فعليك أن تنصح أخاك وتبين له خطورة ما فعل، وأنه من أكل أموال الناس بالباطل، فإن ذلك من النصيحة الواجبة وقد قال صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" رواه مسلم .
والمشروع في حالته أن يأخذ ما دفع في إكمال بناء هذه الشقة وتهيئتها للسكنى مما قبضه من أجرتها –إن كان يتسع لذلك- ويرد ما بقي إلى مستحقها ، وإلا فله أن يأخذ ما دفع من مستحقها .
كما عليه أن يسترجع هذه الشقة ممن باعها له ويعطيه ما دفع ثمنا لها إلا أن يقر مستحق الشقة ما فعله من البيع ويكون ثمنها له.
فإن استجاب أخوك لذلك فالحمد لله ، وإلا فارفع الأمر إلى المسؤول عن اتحاد الملاك ليتخذ ما يراه مناسبا لإرجاع الحق لصاحبه ، ولا يلزمك أكثر من هذا .
والله أعلم .