الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من اجتمعت فيه هذه الأوصاف المذكورة فقد اجتمعت فيه الشرور؛ ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه الناس اتقاء فحشه. وفي رواية :..اتقاء شره.
ولذلك فليس عليك إثم ولا حرج إذا قاطعته، أو رددت عليه بالمثل، أو اشتكيت منه للسلطات المعنية حتى يؤدي إليك حقك ويكف عنك شره، لقول الله تعالى: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء: 148} " وقوله تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:41-43}
وإن كنا لا ننصح بذلك إلا بعد اتخاذ كل السبل والوسائل التي يمكن أن تسترجع بها حقك وتكفه عن الشر، فقد قال أهل العلم إن الفاسق إذا استمر على معصيته ونصح وبيِّن له الحق فلم يستجب لا شك أن مقاطعته حينئذٍ وهجرانه مشروعة.
ولكن المؤمن الحاذق يقدر الظروف، ويعطي لكل مقام ما يناسبه.
كما نرشدك إلى التوجه إلى الله تعالى بالدعاء وخاصة في أوقات الإجابة فإن دعوة المظلوم مستجابة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب. متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يرد دعاؤهم؛ الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
هذا ونسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه ومن ظلم الظالمين وكيد الكائدين.
والله أعلم.