الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعملي أن التفكير في أمر القدر لا طائل للمرء من ورائه، فإن الإنسان لن يأتيه إلا ما كتب له، والمطلوب من المسلم أن يبذل الأسباب المشروعة ويكل الأمر إلى الله تعالى، ولا يخفى عليك أنك لا يمكن أن تجزمي بأن في زواجك من هذا الشاب خيراً لك، فقد يكون الأمر خلاف ذلك، ولذا فالأولى أن تجعلي الأمر إلى الله وتقيدي الدعاء بأن يجعله زوجاً لك إن كان في زواجك منه خير لك، وعليك الرضا بعد ذلك بما قسم الله لك، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
واعلمي أن عرضك نفسك عليه للزواج منك لا حرج فيه إن تم في حدود الضوابط الشرعية، وما دام لم يبد رغبة في الزواج منك فلا تتبعيه نفسك، ولعله يريد أن يفكر في الأمر أو أن يشاور بعض الناس، وأما بخصوص تغيير الأمر المقدور فإن ما سبق في علم الله وكتبه في اللوح المحفوظ فإنه لا يتبدل، ولكن قد يتبدل ما في أيدي الحفظة والموكلين كما ذكر أهل العلم، وقد نقلنا شيئاً من كلامهم في هذا في الفتوى رقم: 54532.
والله أعلم.