الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نقول للأخ السائل أن عليه أن يعتمد على التقويم الذي يوافق العلامات التي نصبها الشرع لمعرفة دخول أوقات الصلاة فإن الله سبحانه وتعالى قد حدد لكل صلاة وقتاً تؤدى فيه، لا تقدم عليه ولا تؤخر عنه من غير عذر شرعي، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم وقت كل صلاة ابتداء وانتهاء، فمن صلى صلاة قبل دخول وقتها لم تجزئه وعليه إعادتها بعد دخول الوقت. إلا في الأحوال التي يجوز فيها تقديم العصر ليجمع مع الظهر أو تقديم العشاء ليجمع مع المغرب، ويحصل العلم أو غلب الظن بدخول الوقت بمعرفة الشخص نفسه علامات دخول وقت الصلاة وتأكده من دخولها أو بإخبار الثقة العدل من المسلمين بدخول الوقت، ثم إن وقت الصبح يبدأ بطلوع الفجر الصادق وهو البياض الذي ينتشر من جهة المشرق ويمتد يمينا وشمالا ويستمر وقتها لطلوع الشمس، فمن صلاها قبل طلوعه لم تصح صلاته سواء كان معتمدا على تقويم أم لا، ومن صلاها بعد طلوع الشمس متعمدا تأخيرها أثم وتصير صلاته قضاء، ومن صلاها بين ذلك كانت صلاته أداء، وإذا لم يكن أحد التقويمين يوافق ما نصبه الشرع لدخول الوقت فلا يجوز الاعتماد عليهما ،فإن تبين أنه كان يعتمد على تقويم يخالف تحديد أوقات الصلاة المعتبرة شرعا بحيث يصلي قبل دخول الوقت فإن عليه أن يعيد صلاة الفجر طيلة الفترة التي مرت عليه وهو يصليها قبل وقتها، ونحن نوصي للأخ السائل بأن يتوجه بالسؤال إلى أهل العلم الموجودين في بلده عن وقت الصلاة فإنهم سيعينوه على ذلك، إذ نحن لا نستطيع أن نحكم أي الوقتين المذكورين هو وقت الصلاة، ولبيان كيفية قضاء فائتة الصلاة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 31107، ومن جهة أخرى فإذا كان المسجد الذي تقام فيه الصلوات الخمس بعيدا عنك ويشق عليك الذهاب إليه في كل الأوقات فحاول أن تبحث عمن تصلي معه جماعة في بيتك أو غيره ولا تأثم بعدم الذهاب إلى المسجد لبعده وحصول المشقة مع أن الصلاة فيه أفضل وأكثر أجرا، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75413، 4538.
والله أعلم.