الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز وصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأوصاف التافهة التي ذكرت في المقال مثل (الرومانسي أو الجنتلمان..) لما في ذلك من التنقيص من مقام النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الرومانسي أصلها من رومانس (romance ) باللغة الإنجليزية، ومعناها قصة تتضمن مغامرات عاطفية خيالية تجنح إلى عدم العقلانية، ولهذا يقول بول فاليري: لا بد أن يكون المرء غير متزن العقل إذا حاول تعريف الرومانسية. وراجع للمزيد الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة.
وأما (جنتل مان) فهي وإن كانت تعني الرجل اللطيف أو النبيل؛ إلا إن إطلاقها يوهم مشابهة النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل الأوروبي الذي يطلق عليه هذا الوصف لحسن خلقه وإن كان كافراً ملحداً يرتكب الفواحش ويفعل المحرمات.
ومن يقول ذلك بقصد الاستهزاء فقد خرج من ملة الإسلام بإجماع المسلمين، لقول الله تعالى: قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة:66}، وبإمكانك أن تطلع على ما يجوز أن يوصف به النبي صلى الله عليه وسلم أو يسمى به في الفتوى رقم: 76378، والفتوى رقم: 26115.
وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الغاية القصوى في كمال النفس وحسن الأخلاق... يتجلى ذلك في حياته كلها وفي معاملاته مع كل من حوله وما حوله، وما ذكر من تكريمه لنسائه وحبه لهن ما هو إلا مثال على ذلك.. ليعلم العرب الجفاة في ذلك الوقت والأمة من بعدهم حسن الخلق ولا سيما مع الأهل، وأن المرأة التي يقللون من شأنها هي إنسان محترم يستحق كل التكريم والمحبة والاحترام.
والله أعلم.