الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القراءة للقرآن عمل مفيد لا شك في فائدة قراءته وسماعه مع التدبر، ونرجو أن ينال السامع له أجرا عظيما وخيرا كثيرا ورحمة، فقد قال الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ القُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. {الأعراف:204} ولا شك أن فتح القنوات التي يسمع فيها القرآن في البيوت فيه خير كثير، لما فيه من الانتفاع بهذا الجهاز والبعد عن أضراره وسمومه.
إلا أنا ننبه على أن الأفضل للمسلم أن يرقي نفسه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه، ولا حرج عليه أن يسترقي من جرب نفعه من أهل الصلاح، ففي الصحيحين عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها. اهـ
وقد عد صلى الله عليه وسلم من صفات السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب أنهم لا يسترقون، أي لا يطلبون الرقية من غيرهم.
ثم إننا ننبه إلى أمر مهم في الرقية ذكر أهل العلم أنه ضروري في الرقية وهو مفقود في الرقية عن بعد ألا وهو النفث، فقد ذكر النووي في شرح مسلم أن النفث استحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وفي فتاوى اللجنة الدائمة أن مباشرة الراقي رقية المصاب أمر ضروري للحاجة للنفث على المرقي وأنه لا يغني سماع الشريط،، إلا أن هذا لا يمنع أن تحصل الاستفادة نسبيا من سماع الرقية عن بعد بواسطة التلفاز أو غيره.
والله أعلم.