الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يفرج عن هذه الأخت ويشفيها ويصلح أمورها، ونعتذر لكم عن الإتيان بحل شاف للقضية، لأنه ليس عندنا متخصصون في مجال الرقية، ونهنئكم بما أكرمكم الله به من البعد عن مراجعة المشعوذين، والحرص على التمسك بالسنة، والأخذ من كتب علماء السنة المعتبرين، ثم إنا نفيدكم أن الجني قد يكذب فيما يقوله، فلا يعتمد على أقواله، ولا ينبغي أن يكون سبب قلق لكم، وأما تأخر الشفاء بعد القيام بالرقية فينبغي لكم أن تعالجوه بأمرين:
أولهما: الصبر على مواصلة الرقية وعدم الاستعجال، ومواصلة الدعاء، ففي الحديث: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله: ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت فلم أر يستجيب، فيستحسر ويدع الدعاء. رواه مسلم.
ويمكن أن تأخذ شيئا من ماء زمزم ومن زيت الزيتون وتقرأ عليهما الرقية الشرعية، ثم تشرب زمزم وتأكل الزيت وتدهن به، ويحسن أن تأكل كل صباح سبع تمرات من تمر المدينة إن تيسر وإلا فمن أي تمر، وخذوا سبع ورقات من ورق السدر واجعلوها في ماء وتقرأ عليه الرقية ثم تشرب منها الأخت وتغتسل به، ويتعين إكثار الوالدين الدعاء لها إضافة إلى الدعوة بظهر الغيب، لأن دعوة الوالد والدعوة بظهر الغيب من الدعوات المستجابات كما هو منصوص في الأحاديث الثابتة.
وأما الأمر الثاني: فهو تطهير البيت الذي تسكن فيه الأخت وتقرأ فيه الرقية من جميع أنواع المعاصي، فلا يفتح فيه جهاز تسمع فيه الموسيقى، ولا تكون هناك صور، إضافة إلى البعد عن جميع المعاصي، لأن المعصية قد تسبب تأخر استجابة الدعاء، هذا ويمكن أن تراجعوا بعض الرقاة المعروفيين بالاستقامة على السنة كالشيخ وحيد عبد السلام بالي أو غيره، فيمكن الاتصال بهم عن طريق مواقعهم في الإنترنت واستشارتهم في الأمر، وراجعوا في أسباب استجابة الدعاء، وفي بعض الرقى النافعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 80694، 80844، 72672، 58076، 75084، 32655.
والله أعلم.