الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسنة في صلاة الظهر وغيرها أن تؤدى في أول وقتها، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال؟ فقال: الصلاة لوقتها.... رواه البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنهما.
وأخرج الترمذي وأحمد واللفظ له عن أم فروة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال الصلاة لأول وقتها.
والتأخير بقدر الطهارة وصلاة السنة والانتظار اليسير لتجمع المصلين لا يخرج الصلاة عن أول وقتها، وأما الوقت المذكور فهو طويل، والذي ننصح به الأخوات أن يصلين في أول الوقت ثم يواصلن تعلم القرآن.
ولا يعد تأخيرهن ممنوعا بحيث تشملهن الآية الكريمة وهي قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5} لأن المراد بها الذين يؤخرونها حتى يخرج وقتها. قال ابن عباس وغيره من السلف في معنى ساهون: يؤخرونها عن وقتها.
ولقوله سبحانه: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59} قال ابن مسعود وغيره: إضاعتها: تأخيرها عن وقتها.
وغاية ما يحصل من هؤلاء النسوة أنهن يفوتن على أنفسهن فضيلة، ويمكنك نصحهن فإن اقتنعن وإلا فلا تتركي الدار وتعلم القرآن وتعليمه لمجرد ذلك، ويمكنك أن تصلي أول الوقت لوحدك.
والله أعلم.