الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتأشيرة بمثابة أمان وعهد يبذله المسلم تجاه هذا البلد الذي منحه إياها، والمسلم أوفى العالمين عهداً، وأوثقهم ذمة، وفي الحديث: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود.
ولذا فلا يجوز أي عمل تكون فيه مخالفة للشروط الجائزة التي وافق عليها المسلم، لكن الكسب الذي اكتسب بهذا العمل لا يحرم على العامل لأنه في مقابل عمل مباح وليس في مقابل مخالفة الشرط، ومحل ما تقدم من عدم جواز العمل هو إن لم يكن هؤلاء العمال مضطرين إلى العمل بحيث إذا لم يعملوا في هذا البلد لم يجدوا ضروريات الحياة من المأكل والمشرب ونحو ذلك، وإلا جاز لهم العمل بالقدر الذي تندفع به الضرورة، لقول الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}.
والله أعلم.