الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا لم تقومي بإخراج زكاة مالك فقد ارتكبت إثما عظيما وإن كان لا ينطبق عليك قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ . لأن ذلك في عقوبة آكل الربا، أما عقوبة مانع الزكاة فقد ذكرها الله تعالى في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ {التوبة: ٣٤ – ٣٥}
ونقصد بما يعادل خمسة وثمانين جراما من الذهب الخالص، أو 595 جراما خمسمائة وخمسة وتسعين جراما من الفضة الخالصة،المقدار الذي إذا بلغه المال وحال عليه الحول وجبت فيه وفيما زاد عليه الزكاة وهذا المقدار يسمى بالنصاب.
ومقدار الزكاة الواجب فيما حال عليه الحول من المال الذي معك هو ربع العشر أي 2.5%.
فإذا كنت تملكين في السنة الأولى سبعة آلاف يورو فالواجب عليك في زكاة هذه السنة: 7000 × 2.5% = 180 يورو.
وإذا كنت تملكين في السنة الثانية عشرة آلاف يورو فالواجب عليك في زكاة هذه السنة:
10000× 2.5% = 250 يورو وهكذا.
وأما كيف تزكين السنتين الماضيتين فعليك أن تتحري مقدار المبلغ الذي كنت تملكينه في السنة الأولى بما يغلب على ظنك ثم تخرجين من هذا المقدار ما يساوى 2.5% على نحو ما تقدم في المثالين المتقدمين ثم تحسبين ما كان معك في السنة الثانية مخصوما منها مبلغ الزكاة الذي يجب في السنة الأولى ثم تخرجين من هذا المقدار ما يساوى 2.5%.
وإذا كنت قد أخرجت بعض هذه الزكاة وأنت تنوين أنها من الزكاة الواجبة وقمت بصرفها إلى مصارفها الشرعية فلك أن تخصميها من مقدار الزكاة الواجب عليك.
وإذا كانت أختك بحاجة إلى علاج أسنانها على نحو ما ذكرت وامتنع أبوها من القيام بذلك، وليس لديها من المال ما يمكنها من العلاج فلا حرج في أن تعطيها من زكاتك ما يمكنها من العلاج.
ونكرر تنبيهك إلى أن هناك الكثير من المخاطر في الإقامة بمفردك، ولاسيما في بلاد غير إسلامية، فإن في ذلك تعريضا لك للفتنة أو الاعتداء على عرضك، وليس في رغبتك في الدراسة ما يسوغ لك ذلك، ولذا فإننا ننصحك إما بالرجوع إلى أهلك وإما بالزواج بإذن وليك من رجل صالح يصونك ويحافظ عليك.
والله أعلم.