الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمحمد صلى الله عليه وسلم لم يكن شخصاً عادياً أو مصلحا اجتماعياً أو أخلاقياً، بل إنه كان نبياً أدبه ربه فأحسن تأديبه، واصطفاه وأرسله بالقرآن إلى العالمين بشيراً ونذيراً، وأيده بالمعجزات الدالة على نبوته، وعطف قلوب أصحابه عليه وجمعهم حوله، ونصره على أعدائه، وانتشرت دعوته في جميع أنحاء المعمورة.
ولقد تجلت عظمته صلى الله عليه وسلم في جميع مراحل دعوته، في صبره وجهاده، وفي تربيته لأصحابه، وفي أخلاقه وسلوكياته، وفي تعامله مع أعدائه، فليتنبه إلى أن مقام الأنبياء أرفع من مقام المصلحين.
ومن يريد مقارنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أي أحد من الناس الذين كان لهم تأثير في مجريات التاريخ، فإنه بذلك يريد الغض من مرتبته الشريفة، وجعل ما خصه الله به أمراً عادياً يمكن لأي مصلح أن يفعل مثله، وبناء على هذا فلا نرى أنه ينبغي المشاركة في مثل هذا الاستفتاء.
والله أعلم.