الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يستحب في تقليم الأظافر أن يبدأ باليد اليمنى ثم اليسرى؛ لما في البخاري عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله. أما ترتيب الأصابع فيما بينها فلم يثبت فيه شيء كما ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح قال: ولم يثبت في ترتيب الأصابع عند القص شيء من الأحاديث، لكن جزم النووي في شرح مسلم: بأنه يستحب البداءة بمسبحة اليمنى ثم بالوسطى ثم البنصر ثم الخنصر ثم الإبهام، وفي اليسرى بالبداءة بخنصرها ثم بالبنصر إلى الإبهام. ويبدأ في الرجلين بخنصر اليمنى إلى الإبهام، وفي اليسرى بإبهامها إلى الخنصر، ولم يذكر للاستحباب مستنداً. انتهى.
وذكر ابن مفلح في الآداب الشرعية طريقة أخرى في الترتيب حيث قال: ويسن أن يقلمها مخالفاً، وصفته على ما فسره ابن بطة أن يبدأ بخنصر اليمنى -أي الأصبع الصغرى- ثم الوسطى، ثم الإبهام، ثم البنصر، ثم السبابه، ثم إبهام اليسرى، ثم الوسطى، ثم الخنصر، ثم السباحة، ثم البنصر. وقال الآمدي: يبدأ بإبهام اليمنى، ثم الوسطى، ثم الخنصر، ثم السباحة، ثم البنصر، ثم اليسرى كذلك، وقيل: يبدأ بالسباحة من يده اليمنى من غير مخالفة إلى خنصرها، ثم بخنصر اليسرى، ويختم بإبهام اليمنى. قال القاضي: وقد روى وكيع بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أنت قلمت أظفارك فابدئي بالخنصر، ثم الوسطى، ثم الإبهام، ثم البنصر، ثم السبابة، فإن ذلك يورث الغنى. وهذا قول في الرعاية، وفي حديث آخر: من قص أظفاره مخالفاً لم ير في عينيه رمداً. رواه ابن بطة. انتهى.
وهذه الأحاديث لم يثبت منها شيء كما ذكرنا عن الحافظ ابن حجر رحمه الله.
والله أعلم.