الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن أخيك الصغير من الكذب والحلف عليه والسرقة، هي –في الحقيقة- أخطاء كبيرة جدا، ولا يجوز أن يتربى عليها المسلم؛ لأن المرء إذا مارس الخصلة الذميمة المرة والمرتين استمرأها واستحلاها واعتادها، حتى تصير له خلقا لا يستطيع التخلص منه إلا بجهد جهيد.
والكذب يجر صاحبه -والعياذ بالله- إلى النار، كما في الحديث المتفق عليه: إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا".
والحلف بالله تعالى كذبا من أعظم المحرمات وهي اليمين الغموس التي ورد فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
والسرقة إذا وقعت والابن دون البلوغ فلا إثم عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث، فذكر منهم: "الصبي حتى يشب". أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
ولكن يجب رد المال الذي أخذه ولا حد عليه؛ وينبغي أن يعاقب بما يكفه عن ذلك، مع اختيار الأسلوب المناسب لإشعاره بفداحة ما فعل، حتى ينشأ نشأة إسلامية صحيحة.
وينبغي أن يبادر قبل أن تترسخ عنده هذه العادات السيئة، وليكن ذلك بالرفق والحكمة والموعظة الحسنة، وترغيبه في طلب العلم الشرعي النافع، ولا بأس بعرض الموضوع على أحد المشايخ الفضلاء ممن يوثق بعلمه وفضله لمقابلة الشاب ونصحه وتأدبيه إن لزم ذلك.
ولا تنسوا أن تدعوا له في أوقات الاستجابة.