الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فللجواب على هذا السؤال نشير إلى الأمور التالية:
1- أن تحريم الذهب على الرجال قد ورد صريحاً في السنة، فقد روى أصحاب السنن إلا الترمذي أن ابن زرير الغافقي سمع عليا رضي الله عنه يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه وأخذ ذهباً فجعله في شماله ثم قال: إن هذين حرام على ذكور أمتي. ورواه الإمام أحمد أيضاً في المسند، وروى الترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم.
2- أن علة تحريم الذهب على الرجال ليست كسر قلوب الفقراء فقط، بل من أهل العلم من قال إن علة التحريم هي الإسراف والخيلاء، وإنما رخص للنساء لحاجتهن إلى التزين لأزواجهن.
3- قولك إنك تسكن السويد وليس فيها فقير تكسر قلبه يتعارض مع قولك إنك لا تملك الكثير من المال، ولتوفير ثمن هذه الساعة تحتاج إلى سنة.
4- أنك إذا اشتريتها في وقت جنونك لا يلزم أن تبيعها بعد زوال الجنون، بل يمكنك أن تهبها لزوجتك أو أختك أو غيرهما من قرابتك، وإذا لم تكن تريد ذلك فيمكنك الاحتفاظ بها إلى أن تبيعها بالسعر الذي تريده، أو تستخدمها في الوقت الذي لا تكون فيه مكلفاً (أي وقت الجنون)، إذ ليس من المحرم أن يمتلك الرجل ذهباً للاتجار أو للعاقبة... وإنما المحرم استعماله كما تستعمله النساء.
5- أنك وقت الجنون لا تعي شيئاً من أفعالك، ولا يستبعد -والحالة هذه- أن تضيع منك الساعة، فتخسر ثمنها كله، ولا شك أن ذلك أشد من خسران نصف ثمنها.
6- أنك إذا كنت طالب علم تبحث عن أعلى المنازل في الجنة، وأنك لست من هواة الدنيا، فينبغي أن تقنع بما قنع به سائر المسلمين من هواة الدنيا وغيرهم، وتعلم أن الورع هو ترك جميع الشبهات ولو افترضنا أن القول بالتحريم ضعيف.
والله أعلم.