الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من الابتلاءات التي ابتلي بها يوسف: حسد إخوته له، وإبعادهم إياه عن أبيه، وإلقاؤهم له في البئر، وبيعه بثمن بخس، واتهامهم له بالسرقة، واستعباده بمصر، وابتلاؤه بمحنة تعلق قلب امرأة العزيز واتهامها إياه، وبقاؤه في السجن بضع سنين، وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية: 68057، 76878، 56185، 34474.
واعلم أن الابتلاء يرفع الله به عباده درجات؛ ولذا كان أشد الناس بلاءً الأنبياء، كما في حديث المسند، وقد ذكر بعض أهل العلم أن الله رحيم بعباده، وهو يختار لهم ما هو أصلح لهم، ويعوضهم خيراً مما فاتهم، ويجزيهم على ما أصابهم، فقد رفع شأن يوسف وأخضع له إخوته وأهل مصر، ومكن له في الأرض وأعطاه السيادة فيها، وأظهر له صدق رؤياه التي رآها صغيراً.
واعلم أنه قد ذكر بعض أهل العلم أن من محارم اللسان الاشتغال بذكر ما أصاب الأنبياء من الأضرار، ما لم يكن في مذاكرة علم مع من يؤمن عليهم الوقوع في الخطأ في حق الأنبياء صلى الله عليهم وسلم.
والله أعلم.