الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمرض لا يقطع وجوب تتابع صيام الكفارة على الصحيح من أقوال العلماء كما بيناه في الفتوى رقم : 39181 .
وأما الردة أثناء الصوم فمبطلة له وللتتابع فيه، وعليه فإن كنت تلفظت بسب الدين وأنت تدرك ما تقول فقد وقعت في المحظور، وعليك أن تجدد إيمانك وتعيد صيام الشهرين من جديد لأن شرطه التتابع، وقد اتفق العلماء على أن من أفطر متعمدا بطل تتابعه كما في المغني لابن قدامة الحنبلي، وعليك أن تتوب وتندم على ما فات وتعزم على عدم العودة إلى ما صنعت مرة أخرى ، وأما إن كانت الكلمة خرجت منك بدون قصد فلا شيء عليك؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وليس في وسعك منع التلفظ بالكلمة وأنت لا تدرك ما تقول .
وأما الأكل بعد طلوع الفجر جهلا بأنه قد طلع فقد اختلف فيه الفقهاء هل يصح الصوم أم لا فعلى القول بصحة صومه وهو الراجح عندنا فلا ينقطع التتابع ويحسب اليوم من الشهرين، وأما على القول بأنه لا يصح فصرح بعضهم ومنهم الإمام مالك بأنه لا يقطع التتابع أيضا ولكنه لا يحسب من الشهرين وعليه قضاء يوم عند نهاية الشهرين متصلا بهما ، قال القرافي في الفروق : فإن مالكا رحمه الله تعالى قال في المدونة: إذا أكل في صوم الظهار أو القتل أو النذر المتتابع ناسيا أو مجتهدا أو مكرها أو وطئ نهارا غير المظاهر منها ناسيا قضى يوما متصلا بصومه فإن لم يفعل ابتدأ الصوم من أوله . اهـ .
والله أعلم .