الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن استخدام الإنس للجن أمر ممكن وواقع عادة، قال تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ {الأنعام:128} وورد في حديث استراق الجن للسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه. رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها.
وأما الحكم الشرعي لاستخدام الجن فقد ذهب بعض العلماء إلى جواز استخدامهم في الأمور المباحة، وذهب آخرون إلى عدم جواز ذلك، والذي يظهر والله أعلم أن القول بالمنع هو الأولى سدا للذريعة في هذا الباب، لأن استخدامهم قد تترتب عليه مفاسد كثيرة، فقد يمارس السحر بهذه الدعوى؛ ولأن أمور الجن من الأمور الغيبية التي يصعب الحكم فيها، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه الراشدين ولا غيرهم من الصحابة والتابعين وتابعيهم أنهم فعلوا ذلك. قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم ومنهم من يخدمه، قال ما أحب لأحد أن يفعله تركه أحب إلي. اهـ
والذي يظهر من حال الرجل المذكور فيما فعل مع خالتك أنه يمارس ضربا من السحر، فالواجب الحذر من الذهاب إليه، وفي الوسائل المشروعة لعلاج السحر ما يغني عن ذلك ومن هذه الوسائل الرقية الشرعية، والعمل بطاعة الله واجتناب معصيته والمحافظة على أذكار الصباح والمساء ونحو ذلك.
وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 4310، والفتوى رقم: 10981، والفتوى رقم: 5433.
والله أعلم.