الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسرقة ذنب عظيم وخسة قبيحة للغاية، قال الله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {المائدة:38}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن.... الحديث. متفق عليه.
وما كانت تقوم به أختك من إحضار الأشياء لك من البيت الذي تعمل فيه دون علم أصحابه حرام وواجبها أن تتوب إلى الله منه، كما أنه يجب عليك أنت أيضاً أن تتوبي إلى الله مما كنت تأخذينه من تلك الأشياء، وهي بالنسبة لك لا تعد سرقة ولكنها تعتبر أكلا للمال الحرام، ومن تمام توبتك وتوبة أختك أن تردا كل ما كنتما قد استفدتماه منها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح.
ولا يكفي التصدق بثمن هذه الأشياء طالما أن أهلها معروفون ويمكن إيصالها إليهم، ولكن لك أن ترديها بأية وسيلة أمكنتك، فإن أمكنك إرجاعها خفية دون أن يشعروا، وإرجاع قيمة ما تلف منها، أو ترسلي إليهم القيمة بحوالة دون أن تذكري اسمك، أو غير ذلك مما تمليه الظروف، فلك أن تفعلي أي ذلك تختارينه.
والله أعلم.