الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من برور الوالدين بعد موتهما الدعاء لهما والتصدق ليصل ثواب ذلك إليهما, وصلة أرحامهما وأصدقائهما وأهل مودتهما، لذا فإننا نقول لأخينا السائل الكريم: جزاك الله خيراً على اهتمامك بما تنتفع به أمك بعد موتها.
وننبه على أنه لا يشرع لأحد أن يصلي عن أحد، لكن لو أراد أن يصلي النافلة ويهدي ثوابها لها فقد أجاز ذلك بعض أهل العلم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 8132، كما يستحب له أن يصوم نيابة عنها إذا كان قد بقي عليها صيام, ويجوز له أن يتطوع بالصيام ويهدي ثوابه لها ويفدي عنها إذا كانت قد لزمتها فدية ويدفعها لأخواته الفقيرات أو غيرهن من أقاربه المحتاجين أو أي فقير، ولينظر في ذلك الفتوى رقم: 35491 .
كما يشرع له أن يتصدق ويهب ثوابها لأمه سواء كانت صدقة جارية أو لا, وكذلك العمرة والحج لأن هذه أعمال صالحة يصح إهداء ثوابها للغير، كما هو مبين في الفتوى رقم: 3500، ولمعرفة أنواع الصدقة الجارية فلينظر في الفتوى رقم: 8042، ولبيان حكم إهداء القرآن للميت فليراجع في ذلك الفتوى رقم: 35828.
وللأخ الكريم أن يقرأ القرآن كله أو بعضه سواء في ذلك سورة الفاتحة وغيرها من السور ويهب ثواب قراءته لأمه فسيصلها أجر ذلك إن شاء الله تعالى، سواء كان بمكة أو غيرها من سائر البلاد، ولبيان أقوال أهل العلم في حكم القراءة عند القبر راجع في ذلك الفتوى رقم: 14865، كما يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 34090 لبيان المأثور من الأدعية للأموات.
والله أعلم.