الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أوجه الإعجاز في القرآن الكريم -قديماً- لا تقتصر على بلاغته وحسن أسلوبه... بل إن كل ما جاء في القرآن العظيم من التشريع والقصص والأخبار والتوجيه والأخلاق... والمعاملات والعقائد والعبادات.... كان ولن يزال قمة في الإعجاز لا يدانيه فيه غيره.
وما يكشفه العلم الحديث اليوم من أسرار في أنفسنا وأجسامنا وفي الكون من حولنا مما يشهد بصدق هذا الكتاب وإعجازه هو مصداق للآية التي أشرت إليها، أي قوله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {فصلت:53}.
وعلى علماء المسلمين بمختلف تخصصاتهم أن يبحثوا عن أوجه الإعجاز في القرآن بالشروط والضوابط التي وضعها أهل العلم لذلك، كما في الفتوى رقم: 43698.
حتى نسد هذا الباب أمام من ليس من أهله من الأدعياء والمتطفلين والمتشبعين بما لم يعطوا... فلا يجوز لأحد ليس من أهل الاختصاص أن يخوض في هذا العلم لما يترتب على ذلك من مفاسد.
والله أعلم.