الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ينبغي للأخ الكريم أن يصلح ما بينه وبين أخويه ويعاملهما بلطف ويتغاضى ما استطاع عما يصدر منهما تجاهه ويحسن إليهما ويتجنب الشجار معهما، فبذلك يكسب احترامهما وتقديرهما إن شاء الله تعالى إذ قد يكون عدم احترامهما له ناشئاً عن أسلوب تعامله معهما، وقد يكون لصغرهما، فإذا أدركهما العقل، وعلماً أن عليهما أن يوقرا أخاهما الأكبر غيرا أسلوبهما في التعامل معه واحترماه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث عائشة رضي الله عنها: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه. رواه أحمد ومسلم.
وفي سنن الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا.
وخلاصة الأمر أنك لو ذهبت تضاربهما وتشاتمهما فلن يزداد الوضع إلا سوءا، والذي ننصحك به استعمال الرفق واللين والعفو والترفع عن مستوى المعاندة والمضاربة، وستجد ثمرة ذلك إن شاء الله تعالى، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 54408.
والله أعلم.