الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه كما يظهر لنا من السؤال أن بيع الكتاكيت تم بين السائل والبائع واتفقا على الثمن والمثمن، وبالتالي فالبيع لازم لهما، فيلزم البائع تسليم المبيع في الوقت المتفق عليه وعلى الصفة التي اشتري عليها، كما يلزم المشتري نقد الثمن كاملاً، جاء في دقائق أولي النهى: وما اشُتري بكيل أو وزن أو عد أو ذرع ملك ولزم بعقد لا خيار فيه. انتهى.
وعليه فيجب على المشتري تسديد باقي الثمن، وأما قول السائل أنه تم التخلص من الكمية، فإذا كان يقصد أن من تخلص من الكمية بإتلافها هو نفسه (المشتري)، فالمسألة على حالها ويجب عليه تسليم باقي الثمن إلى البائع للزوم البيع كما تقدم، ويتحمل هو خسارة هذه الكمية بإقدامه على إتلافها.
أما إن كان يقصد أن من أتلف الكمية هو البائع، فإنه (أي البائع) ضامن للثمن أو للبدل، فإذا أراد المشتري فسخ العقد فله ذلك ورجع بالثمن على البائع، وإن لم يرد الفسخ فله الإمضاء ومطالبة البائع بالبدل.
جاء في الفروع لابن مفلح: وإن أتلفه بائعه أو غيره فللمشتري الفسخ وأخذ ثمنه وله الإمضاء ومطالبة المتلف ببدله. انتهى.
والله أعلم.