الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الإسلام حث على فعل الخير كله وخاصة إغاثة الملهوف وإطعام الجائع وعون المحتاج... بغض النظر عن جنسه أو لونه.. فالعبرة بالاحتياج ولو كان المحتاج حيواناً أعجم، فنصوص الوحي من القرآن والسنة مليئة بالحث على فعل الخير، فمن ذلك قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* {الحج:77}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: في كل كبد رطبة أجر. رواه البخاري.
ولذلك فإن كفالة الأولاد الذين يتخلى عنهم آباؤهم لأي سبب أمر له فضل عظيم وفيه خير كبير، فوجود آبائهم على قيد الحياة كعدمه، وما داموا قد تخلوا عنهم فإنهم أصبحوا كاليتامى، وفيما يخص المؤسسات المختصة في كفالة الأيتام، فإن كفالة هذا النوع من الأطفال بالنسبة لها يتوقف على من يمولونها والقائمين عليها، فإن كانوا يشترطون للكفالة من مات أبواه بالفعل دون غيره أو من له مواصفات خاصة فإن شروطهم معتبرة شرعاً، فقد نص أهل العلم على أن شرط الواقف كنص الشارع ما لم يخالفه.
أما إذا لم يشترط ممولوا المؤسسة الخيرية شيئاً أو اشترطوا شرطا لا يخرج هذا النوع من الأطفال، فإن من أفضل ما تصرف فيه هذه الأموال هو كفالة هذا النوع من الأطفال وتربيتهم على الإسلام وأخلاقه الفاضلة وفي ذلك من الأجر والخير ما لا يعلمه إلا الله، فقد قال الله عز وجل: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا {المائدة:32}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. متفق عليه.
والله أعلم.